أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف أن منطق التسعير مهم جدًا للرجال والنساء والصغير والكبير لبناء شخصية قوية قيادية في جميع أمور الحياة، مبيّنًا أن التسعير مهارة ويمكن اكتسابها بعرض الأفكار على الأبناء ومناقشتهم والتصحيح لهم أو تعزيزهم، حيث لابد من تعليم جميع أفراد الأسرة التسعيرة بإعطاء قيمة للشيء ومعرفة ما هو في مصلحته أم لا.
ولفت إلى أن كل شيء بهذه الدنيا له سعر “قيمة” من السلع والأفكار والاستشارات والعبادات والمعاملات والأمور الاقتصادية، قائلًا: “البعض يعرف تسعير الأشياء ولكنه يجهل تسعير الأفكار لذلك فهو بحاجة إلى تطوير مهاراته فقط من خلال الإرشاد البسيط والتذكير”.
وضرب آل سيف مثالًا بصاحب مقهى سُئل في مقابلة تليفزيونية عن الأرباح التي يجلبها له ذلك المقهى فأجاب “إنها تتراوح بين 800-300 ألف ريال شهريًا، ولو أخذنا الربح الصافي فهو ما يقارب 500 ألف ريال سعودي”، وقال: “يجب على كل شخص تقييم ذلك هل يستحق أم لا، فالقهوة تكلف البائع من ريالين إلى ثلاثة ريالات وتباع من 17 ريالًا إلى 30 ريالًا، والبعض عند شرائه كوب القهوة عليه أن ينظر إلى قيمتها وأن يحدد سبب شرائها هل هي للتباهي أم أنها تعدل مزاجه أو أنها مجرد قهوة عادية وبناء على ذلك يقيّم إذا كانت تستحق أو لا، وكذلك في المطاعم
أو مدينة الألعاب والعروض فمنطق التسعير هو من يتكلم”.
ودعا إلى تسعير الأفكار عند سماع فكرة أو رؤية فكرة أو مشاهدتها عبر الميديا وتسعيرها إن كانت صحيحة وتنفع أو لا، مؤكدًا كذلك أن السعر في الإدارة له أوزان وقيمة.
ووجه أولياء الأمور بتربية الأبناء على منطق التسعير وإعطاء قيمة للشيء حتى يتعلموا إن كان ما يسمعونه من أفكار أو يرونه له قيمة أم لا ويفلترون الأفكار ويعطونها صفرًا لا قيمة له إن كانت ضد ديننا ومبادئنا وعاداتنا، لافتًا إلى أن تعليمهم التسعير وإدخالهم الدورات ضروري لمعرفة كيفية فلترة الأفكار.
وذكر أن العبادات أيضًا لها تسعيرات ويجب معرفة إن كانت المصلحة دنيوية أو أخروية بمعرفة القيمة الصحيحة، متسائلًا: إن كان لديك ديون وتود الذهاب لأداء فريضة الحج أيهما أفضل؟ وكذلك الجلوس مع الأبناء في المنزل أو الجلوس مع الأصدقاء؟ وأيضًا التعبّد في المسجد ليلًا ونهارًا أو العمل؟ وقال: “كل هذا يندرج تحت مسمى إعطاء قيمة الأفضل أجرًا وهناك عبادة أفضل من عبادة وأنت من يسعّر ويختار”.
وأوصى بالاعتدال في جميع شؤون الحياة دون إفراط أو تفريط ووضع أولويات وتسعيرها حتى لا نعيش في فوضى دون أوزان.
جاء ذلك خلال الدردشة الاقتصادية التي نظمها “آل سيف” ضمن سلسلة من الدردشات الاقتصادية والإدارية، تحت عنوان “منطق التسعير” يوم السبت 21 جمادى الآخرة 1444، عبر منصة الإنستجرام.