حسن السبع وفلسفة الابتسامة

أطلق من صدره زفرة حرقة وألم اختلط فيها الأسى بالأسف وهو يبلغني خبر وفاته: (لقد خسرت الساحة الأدبية شاعرًا كبيرًا)؛ ظنًا منه بأن الخبر الفاجع لم يبلغني. قلت لمحدثي: (الساحة لم تخسر شاعرًا، ولا أديبًا، ولا روائيًّا).

لم يعطني المجال كي أكمل، وغمغم مقاطعًا: (إذا لم يكن أبو نزار شاعرًا أديبًا، فمن الشاعر الأديب في رأيك؟).

حسن السبع ليس شاعرًا، ولا كاتبًا، ولا روائيًّا، بل هو الرمز والمثال للشاعر والكاتب والروائي، وإن قلت ركن أساس من أركان الوطن في عالم الأدب والشعر والرواية، فلا حرج علي ولا تثريب.

من لا يفهم أبا نزار يحسبه شاعرًا فكهًا، وشعره الذي يسميه هو (الحلمنتيشي) يظنه هزلاً وفكاهة، أو نقدًا اجتماعيًّا في أحسن الأحوال. أما المتأمل المتعمق فسيرى فيه ذلك الحزن المقلوب؛ ممثَّلاً في صورة فكاهة وابتسام، تمامًا كصاحبه أبي محسد صاحب القول المشهور: (ولكنه ضحكٌ كالبكاء).

هذه فلسفته (رحمه الله)، أن يبتسم في أوج الأسى، ويهشَّ في عتمة الكآبة، ويضيء حتى في غبش المأساة.

رحمك الله، يا أبا نزار، رحمة الأبرار، وأسكنك فسيح الجنان. وربط على قلوب ذويك وأحبتك بالصبر والسلوان.


error: المحتوي محمي