في اليوم العالمي للصيدلة لا بد أن تستحضر محافظة القطيف ابنها الراحل سعيد العوامي، الذي توفي في 1430هـ، عن 80 سنة، الصيدلي الأول على مستوى المملكة العربية السعودية والخليج، العوامي الذي ابتعثته شركة أرامكو لدراسة الهندسة، فما كان منه إلا تحويل التخصص للصيدلة، إذ اكتشف مدى تعلقه بهذا التخصص، المواد الكيماوية وتركيب الأدوية كانت شغفه الأول.
مسيرة العوامي بدأت من «الكتاب، إذ لم تكن هناك مدارس، درس القران، القراءة والكتابة وعلم الحساب، وبعد افتتاح أول مستوصف انتقل للعمل فيه لمدة سنة ونصف السنة، ومن ثم انتقل للعمل في شركة أرامكو، اجتهد العوامي وبشكل فردي في تعلم اللغة الإنكليزية».
وبحسب حفيدته شدى: «تم ترشيح جدي من ضمن 150 موظفاً للدراسة الجامعية بعد إخضاعهم لاختبارات من مندوبين من الجامعة الأميركية في بيروت، والكلية الأميركية في حلب، وتقرر ابتعاث 20 طالباً وكان جدي من بينهم، تم ابتعاثه لحلب، وبعد أن أنهى مستويين انتقل لبيروت، إذ إن المجال لم يكن متاحاً في حلب لتخصصه ورشح للتخصص في الهندسة، وبعد خمس سنوات من دراسة الصيدلة عاد حاملاً شهادة البكالوريوس في الصيدلة».
وأضافت: «كان جدي حينها يبلغ من العمر 25 سنة، وكان متزوجاً، وأنجب ابنه زكي في حلب، ولتكرار الاسم في العائلة سمي بزكي الحلبي»، وأردفت: «تم تعيينه في مستشفى أرامكو، وعمل بداية تحت إدارة صيدلي أميركي، وبعد 6 أشهر أسندت له إدارة الصيدلية الرئيسة في الظهران، وتبع ذلك إشرافه على صيدليات بقيق ورأس تنورة والأحساء، واستمر عمله 25 سنة».
لم يكن العوامي صيدلي يقدم الأدوية بحسب ما تمليه الوصفة الطبية، بل «قام بتركيب بعض الأدوية من خامات أولية، منها أدوية للكحة، والمعدة، وأخرى للأمراض الجلدية، حتى أصبح لدى صيدلية أرامكو قسم كبير لتركيب الأدوية، أيضاً صمم قائمة كاملة بكل أنواع الأدوية المتوفرة».
وأشارت شدى إلى «حبه للقراءة والاطلاع حتى آخر أيام حياته»، وقالت: «كان يقرأ كل ما يقع في يده، وينوع في أنواع الكتب ومقاصدها، عمله في أرامكو أعطاه سمة الدقة والتنظيم، فيما لم يدفع أحد من أولاده أو أحفاده لدراسة مجال طبي، إلا أنه ظهر لدينا في العائلة 6 أفراد في مجالات طبية مختلفة»، وعن اهتماماته الأخرى، قالت: «كان من ضمن المؤسسين لجمعية القطيف الخيرية وترأسها لفترة».