المهندس السيد محمد السيد طاهر السيد أحمد آل سيد ناصر الخضراوي الذي فجع الوسط الاجتماعي في محافظة القطيف عامة والقديح خاصة وأرحامه والمقربين منه وأصدقاءه بالأخص بوفاته يوم الثلاثاء 1444/6/17 الموافق 2023/1/10، جمع هذا المتفاني في حب مجتمعه بين سيادتين “الأولى” انتماؤه النَّسَبي من جهة والديه للعترة الطاهرة عليهم السلام يصله هذا بالنبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله والمعروف لدى العامة أن عائلة الخضراوي من الأشراف، و”الثانية” سيادته الاجتماعية أبناء بلده والمحافظة وسواهم يعرفون مكانته الاجتماعية ووجاهته وخدماته وهذه المفردات دون شك انعكست عليه حياً فجعلته في مكان مرموق بينهم له التقدير والاحترام وتقديم الشكر لأعماله الصالحة وإنجازاته التي اختلف في تقديمها لأبناء محافظته وبلدة القديح إن كان منفرداً تارة فالأخرى ضمن المجلس الأهلي بالقديح.
السيد النجيب شعلة نشاط لعدة سنوات متتالية دون ملل أو كلل ونقطة تواصل بين المشاريع الخدمية الأهلية والرسمية وبين الجهات ذات العلاقة بها. المرحوم توّج بهذا لأن يكون سيداً ووجهاً وضاءً متميزاً حيث قرن ما يقدمه بالأخلاق الولائية العالية التي يتصف بها ولبسها وشاحاً على محياه الكل منا يراه مبتسماً متواضعاً حليماً متغاضياً عن هفوات الآخرين متسامحاً اتخذ الإيمان له مكانًا بين أضلاعه فلم يسمع من أحد أنه اعتدى على حقوق مالية لآخر أو نال من عرض أو سمعة أحد بما يشين، كتوم للكثير من الأحداث وما يتعرض له من البعض، كما انعكست هذه عليه ميتاً فيوم أن شُيّع خبر وفاته خَيّم الحزن على الجميع حتي غير المرتبطين معه بنسب أو صداقة وما تشييعه المهيب الذي شارك فيه جمع غفير من أنحاء المحافظة وخارجها إلا دليل على محبته ومكانته وما له من قرب في القلوب.
علينا أن نأخذ من سيرة هذا الرجل المؤمن العامل درساً مفاده أن الإنسان ملاقٍ ما يعمل؛ إن خيرًا وشرًا في حياته وعند مماته ووقت لقائه بربه فالله تعالى لا يضيع مَن أحسن عملاً وأقربنا من الله يوم القيامة أحسننا إلى عباده. هنيئًا لمن وفق لمثل هذا وما قدم خدمة المجتمع شرف لا يعلو عليه أجر عمل. رحمك الله أبا سيد حسين وحشرك مع أجدادك الطاهرين عليهم السلام وجزاك خير ما جازى به المحسنين في جنات النعيم. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.