سارق الأقلام

يُحكى أن طفلًا كان يسرق أقلام زملائه في المدرسة ولم يلاحظ الأطفال ذلك؛ لأن أغلب الأطفال كان لديهم أكثر من قلم واستمر الوضع إلى أن اكتشفه أحدهم، وكان طفلًا فقيرًا لأنه لا يوجد عنده غيره من الأقلام وأيضًا القلم ليس له وحده بل يكون بالتناوب بينه وبين إخوته، فعندما قال لهم المعلم: اكتبوا الدرس خاف أن يقول لمعلمه لا يوجد لديه ما يكتب به.

جلس المعلم يراقب الأولاد إلا أن أحدهم لم يكتب، اقترب منه، قال له: بني، لم لا تكتب مثل زملائك، نكس الطفل رأسه إلى الأرض وقال: لا يوجد لدي أي شيء أكتب به، فرفع صوته يخاطب طلابه: من منكم عنده قلم آخر؟ فبادورا كلهم للمساعدة سوى الطفل السارق وظهرت عليه علامات الارتباك، هنا انتبه له المعلم ولم يقل له شيئًا.

انتهى دوام اليوم، وأثناء خروجهم من المدرسة استوقف المعلم الطفل السارق وقال له: تعال معي، فزع السارق وولى هاربًا، استغرب ذلك منه لتصرفه هذا، فقال في نفسه لا بد وأن لهُ حكاية عليّ أن أعرف عنه من باقي المعلمين فلما سألهم قالوا لهُ: إن هذا الطفل يتيم وهو إنما يفعل هذا ليبيع الأقلام المسروقة لينتفع بثمنها في مصروفه مع عائلته.

قال المعلم: أمن أجل هذا يسرق؟! أين أمه؟ قال أحدهم هو لا يخبرها بأنه يسرق بل يكذب عليها ويقول لها إنه يساعد الآخرين في حمل الأشياء لكبار السن فيحصل على مبلغ وهكذا، ولم تكلف نفسها بالتحقق من صدقه فهو ابنها الذي لا يمكن أن يكذب عليها.

إلى هنا انتهت القصة، سؤال، ألا يوجد في زماننا هذا من يفعل أكثر من سرقة الأقلام بل سرقة عقول أطفالنا وشبابنا عبر البرامج الهابطة حتى أصبحوا أداة للترويج لأنواع المخدرات تحت أشكال؛ كأنها حلوة جميلة ولذيذة؟، فأين نحن منهم؟ هل شغلنا أنفسنا عنهم في الجري وراء كل ما هو جديد ومستحدث حتى صرنا ننافس الآخرين في الحصول عليه؟ ونسينا أنهم أمانة في أعناقنا، ونسينا أننا من أمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه) فأنتم -إن شاء الله- منهم.



error: المحتوي محمي