رحلة عمرها أكثر من 5 أعوام، عاشتها استشارية طب الأسرة نزيهة علي المزين، بصحبة كبار السن خلال عملها في “عيادة المسنين”، طوال تلك السنوات اقتبست منها حكايات عاشتها معهم، لتضمنها في إصدارها الأول؛ “ثلاثون يومًا في عيادة المسنين”.
ثلاثون مشكلة في 75 صفحة
عالجت المزين في 75 صفحة قرابة ثلاثين مشكلة صحية متعلقة بالمسنين، منها؛ السقوط، وسلس البول، والاكتئاب، وسوء التغذية، والخرف، وهشاشة العظام، مدرجةً بين تلك الصفحات طرق الوقاية والعلاج للمشكلات الصحية التي تناولتها في كتابها، ليكون أداة تثقيف للمجتمع بأبرز المشكلات الصحية التي تظهر عند كبار السن.
البداية تثقيف على الإنستجرام
“الدكتورة نزيهة” طبيبة منذ عام 2005م، وقد عملت في عيادة المسنين منذ عام 1436هـ حتى عام 1441هـ، جاءت جائحة كورونا وكان التركيز على تقليل حضور المراجعين للمركز الصحي، وقد استهواها هذا التخصص، مما دفعها للحصول على شهادة أكاديمية الشرق الأوسط لطب المسنين، كما اجتازت الامتحان الكتابي لدبلومة طب المسنين في الكلية الملكية البريطانية.
وعن عملها خلال تلك السنوات مع المسنين، قالت: “رأيت نقصًا في ثقافة المجتمع بجوانب عديدة من أمراض الشيخوخة لمستها من الاستشارات الهاتفية واستفسارات المرافقين لكبار السن في العيادة”، مما أشعل لديها فكرة المشاركة في تثقيف المجتمع بالتعامل مع مشكلاتهم، فأنشأت حسابًا تثقيفيًا على موقع التواصل الاجتماعي “الإنستغرام” عام 2020م.
من أروقة الإنترنت إلى صفحات كتاب
بعد عام من إطلاقها حسابها التثقيفي على الإنستغرام، قررت تطوير الفكرة فجمعت المعلومات التي كانت تدرجها في حسابها، في كتاب.
وحتى تضيف روحًا وحياة على كتابها، أضافت “المزين” قصصًا اقتبستها من واقع العيادة التي عملت بها، وذلك لإضفاء عنصر التشويق وتوضيح جوانب المرض وعلاجه -حسب وصفها-.
30 حكاية في عام ونصف
جمعت في كتابها ما يقارب 30 قصة عاشتها مع المسنين، بعد أن تركت الكثير من القصص أثرها في نفسها، تقول: “رغم أن معظم قصص أولئك المسنين لامست قلبي، إلا أنني أذكر من بينهم مريضة سرطان الثدي التي تعافت، والمريضة التي عانت من إغماء بسبب هبوط السكر وعند إسعافنا لها نهضت من الإغماء، وأخيرًا السيدة التي سقطت بسبب تدهور صحتها بشكل سريع ثم وفاتها -رحمها الله-“.
واستغرقت استشارية طب الأسرة في مركز صحي القديح والمدربة في أكاديمية طب الأسرة لإنجاز كتابها ما يقارب عامًا وخمسة أشهر، مستعينةً بالمصور محمد الشبيب، والمصمم صادق السليمان لإظهار الكتاب الذي صدر عن بسطة حسن.
وعلقت على ذلك بقولها: “الفكرة لاقت استحسان الكثيرين، حتى إن المصور والمصمم للكتاب رفضا تقاضي مقابل مادي عن عملهما في الكتاب لأنه يحمل رسالة إنسانية”.
عن طب المسنين
وفي حديثها عن طب المسنين قالت: “يعرف طب المسنين بـ”geriatric”، وهو فرع من الطب يُعنى بعلاج الأمراض التي تصيب كبار السن بشكل خاص، ونعني بكبار السن من تزيد أعمارهم عن 60 سنة وفي بعض المصادر أكثر من 65 سنة”.
وأضافت: “مع التقدم في العمر تحدث تغيرات مرضية وتغيرات فسيولوجية تتسبب في ظهور مشكلات صحية بشكل يختلف عن الأصغر سنًا فيجدر بالطبيب المعالج الالتفات إلى هذه الاختلافات”.
وأوضحت “المزين” أن التعامل مع كبار السن يحتاج إلى الالتفات لبعض النقاط مثل ضعف السمع والنظر واختلاف المفاهيم والثقافة في المسنين، مشيرةً إلى أنها أوردت نقاط التواصل الفعال المهم في كتابها.
وذكرت أن المسنين معرضون للكثير من المشكلات الصحية، ومنها الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، واحتكاك المفاصل، إضافة لضعف الحواس والاعتلال الذهني، كما أن هناك متلازمات كبار السن التي تنتج عن عوامل متعددة ومنها المتلازمات، السقوط، وسلس البول.