من عائلةٍ اعتادت مزج الروائح في الربيعية.. آيات آل حليل تعثر حصولُها على وظيفة بشهادة السكرتارية فاتجهت لصناعة العطور

عشقها لرائحة العطور كان الدافع الأساسي لابنة الربيعية آيات حسن علي آل حليل، لتدخل هذه الصناعة التي أصبحت رويدًا رويدًا تشكل مصدر دخل مهم لأسرتها، لتحترفها بعد ذلك بكل ثقة.. هكذا روت “آل حليل” لـ«القطيف اليوم» قصة حبها للعطور والبخور، في ثنايا حديثها عن مشروعها ورحلتها في صناعتهما.

البداية
على الرغم من تخرجها عام 1427هـ وحصولها على دبلومة السكرتارية، إلى جانب عدد من الدورات التدريبية والتطويرية في المجال التربوي، فإنها اتجهت بعد ذلك إلى تعلم صناعة العطور والبخور كمنتج صناعي جديد في الاستثمار النسائي للأسر المنتجة، وأحد أهم المحفزات للسيدات والشابات للعمل وصقل مواهبهن من المنزل.

وبدأت “آل حليل” رحلتها مع إنتاج العطور وخلطها في عام 2021م، عندما لم توفق في الحصول على الوظيفة التي كانت تريدها، ولكنها وجدت ضالتها في العطور خاصة الأنواع الفرنسية والشرقية التي تحبها ولكنها تحتاج إلى مهارات عالية في صناعتها، بحسب ما وصفتها.

وتعود “آل حليل” بالذاكرة إلى وقت دخولها هذا المجال قائلة: “بدايتي في خلط العطور كانت من منطلق حبي لها كمنتج مرغوب في الأسواق بأنواعها الشرقية والفرنسية، ولأننا في عائلتي نعتمد على دمج بعض الزيوت أو العطور لإخراج رائحة مختلفة نتميز بها لاستخدامنا اليومي، ومن هنا بدأت فكرة الدخول لهذا المجال فانطلقت أبحث عن دورات تدريبية في صناعتها، وكانت أول دورة أخذتها مع المدرب الإماراتي علي أحمد العوضي المعتمد في وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية”.

وتابعت: “وجدت نفسي استمتع وأقضي وقتًا طويلًا في الدورات والتدريبات رغبةً في استكشاف الروائح العطرية الناتجة عن تمازج الزيوت الشرقية والفرنسية”، موضحة أهمية التدريبات للحصول على معلومات واسعة وفوائد علمية من خلال تجارب الآخرين في نفس المجال الذي تمتهنه، مضيفة: “التدريب الذاتي يأتي من خلال دافعك الشخصي للوصول إلى ما تريد وهذا لا غنى عنه”.

نجاح التركيبة
ترى “آل حليل” أن صناعة العطور من الفنون التي لا يمكن احترافها بسهولة، فهي تحتاج للدقة في الموازين والخبرة في تمييز الروائح واختيار أفضلها، حيث كانت تعتمد على روائح التركيبات والزيوت التي تعمل عليها بعد تصّور الرائحة النهائية لها، وبعد الانتهاء من مزجها تقوم بتقييمها مستعينة بأفراد عائلتها وأصدقائها؛ لقياس مدى نجاح التركيبة.

التصميم والتركيب
وحول الفرق بين التصميم والتركيب للعطور، أوضحت “آل حليل” الفرق بينهما، بأن التصميم هو ما يعتمد بشكل أساسي على تركيب خلطات من زيوت أحادية، أما التركيب فهو دمج نوعين أو أكثر من خلطات متنوعة بنسب معينة لاستخراج رائحة مختلفة منها، لافتة إلى دمج المياه المعطرة في تلك العمليات باستخدام مذيبات خاصة؛ لدمج المواد وتجانسها ببعضها والتي تستغرق من ساعة ونصف إلى ساعتين يوميًا لتحضيرها.

دخول البخور
بالإضافة إلى العطور، احترفت “آل حليل” صناعة البخور أيضًا، رغم أنها تختلف “صناعة” عن العطور فلكل واحدة منها طريقتها الخاصة، ولكنها أكدت أنّ نجاح المنتج يعتمد على رغبة العميل وانطباعه، مضيفةً: “انطباع العملاء تجاه منتجاتي يسعدني ويشجعني على الاستمرار من خلال إعجابهم وردود أفعالهم الجميلة”.

تحديات
كانت أبرز التحديات التي واجهت “آل حليل” في مشروعها هي اختيار الزيوت المناسبة لاستخدامها في صناعة البخور والتي تحتاج إلى دقة عالية جدًا، فبعضها لا يتناسب مع الاحتراق؛ لأنه ينتج عنه رائحة كريهة، لذلك كانت تبحث عن زيوت ذات جودة وتركيز مناسب للعمل عليها؛ ما يأخذ منها جهدًا ووقتًا كبيرًا، إضافة إلى تكلفة المواد حسب النوع والجودة ومدى توافرها محليًا أو طلبها من الخارج.

“ورد وبخور”
أما عن اختيارها اسم متجرها “ورد وبخور”، وأسماء منتجاتها، فقالت “آل حليل”: “يتم اختيار أسماء المنتجات حسب الزيوت المستخدمة فيها، والجزء الآخر حسب ما توحي به الرائحة النهائية، وهذا أيضًا ما حدث في اختيار اسم متجرها”.

هواية ومتعة
“صناعة العطور قبل أن تكون عمل هي هواية ومتعة”، بذلك شرحت “آل حليل” وجهة نظرها في مهنة صناعة العطور، معلقة: “المهنة في حياة كل إنسان شيء ضروري ومهم، وخير وبركة وهي مصدر رزق، أما مهنة صناعة العطور فهي تعبّر عن ذوقك وشخصيتك وتعطي انطباعًا عنك للآخرين”، متوجهة بالنصيحة لكل من يرغب في الدخول في هذا المجال بألا يتردد ويستمتع بوقته وشغفه بالعطور.

طموح وشغف
ذكرت “آل حليل”، أن الشغف هو مفتاح لكل شيء نحبه، وممارسة ما نحبه وتطويره هو ما يساعدنا على إنتاج كل ما هو جديد، بل ويساعد على كسب عملاء جدد، متابعة: “الحمد لله رب العالمين، وصلت إلى منتج خاص خرج للناس، وهذا جزء من طموحي، وهو أن تتعرف الناس على منتجاتي، وتنال إعجابهم، والطموح لن يتوقف هنا، سأعمل -بإذن الله- قريبًا لإضافة منتجات جديدة والعمل على شيء مختلف منها ومميز”.

جزيرتنا خضراء
أعربت “آل حليل” عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان “جزيرتنا خضراء بالربيعية”، مستطردة: “مشاركتي أعطتني دافعًا قويًا للاستمرار، وإني على يقين تام بالنجاح والتميز لكل من أراد أن يتقدم خطوة نحو هدفه وسعيًا لرزقه، كما أن المهرجان كان قويًا وأتاح لي التعرّف أكثر على أذواق الناس ومشاركتهم الآراء، وكذلك مشاركة الأسر المنتجة وهذا حافز لي ولهم يجعلنا كأسر منتجة نتسابق في حضور الفعاليات”.

تدريب نسائي
أبدت “آل حليل” رغبتها في المشاركة من أجل تدريب الفتيات والنساء اللاتي يبحثن عن مشروع دخل أسري لهن؛ لإكسابهن مهارة صناعة العطور والبخور، مؤكدة أنّ بنات المنطقة يمتلكن مهارات وإمكانات تساعدهن على التطور ودخول سوق العمل، وإبراز مشروعاتهن الصغيرة ومنتجاتهن بصورة لائقة أمام أفراد المجتمع.

شكرٌ وتشجيع
واختتمت “آل حليل” حديثها بقولها: “إنّه من الجميل في حياة كل إنسان أن يكون هناك داعم ومشجع من الأهل والأصدقاء يحفزونه على التقدم والنجاح، ويشاركونه الإنجازات، متوجهة بالشكر لكل من دعمها وقدّم لها كلمة أسعدتها، أو نصيحة في مجالها”.

ووجهت “آل حليل” كلمة في النهاية للشباب، قائلة: “خططوا وابدؤوا حتى لو كانت إمكاناتكم بسيطة، مع الوقت سوف تتطور وتكبر مشروعاتكم، فقط حددوا أهدافكم وابحثوا عن شغفكم، فالحياة تحيا بالعمل، وصنعة في اليد أمان من الفقر”.




error: المحتوي محمي