الكثير منا يتعبه أمر ما ويتمنى زواله، ولديه أحلام كبيرة يسعى لتحقيقها، وبعضنا يتخبط في هذه الدنيا فيسقط ويقوم تارة أخرى، ولكن البعض يسقط ولا يقوم فيدخل في قوقعة الاكتئاب ويستسلم لها. يضعف مع الوقت أكثر فيأخذ منحى آخر وقد يقع في المحظور كالانحراف والدخول في دوامة المخدرات بأنواعها أو ينهي حياته بأي طريقة، وقد يصل للجنون بسبب ذهاب عقله. فلماذا كل هذا؟! حين تواجه أي مشكلة تأنَّ في اتخاذ أي قرار وفكّر جيدًا.
لا تحرم نفسك من السعادة رغم العواصف التي تحيط بك. فكّر بإيجابية وكفاك نحيباً على ما لم يتحقق من مبتغاك، أو ابتلاء ساقه الله إليك. فنِعم الله المحيطة بك كفيلة بإنقاذك مما أنت فيه.
الفقر ابتلاء ولكن خلق الله له الصبر والرزق آت لا محالة. والقناعة سبيلك للنجاة. الزوجة والأولاد كلهم من نعم الله. وجود الوالدين والأخت أيضاً من أكبر نعم الله عليك، ذلك القلب الصافي الذي يحبك وباقٍ معك على الرغم من سلبياتك وتعجرفك من النعم أيضاً. تأكد أننا جميعاً لدينا ابتلاءات جعلها الله لنقترب منه أكثر ويميز بها المؤمن عن غيره. وما لديك من نعم هي أمنيات للآخرين. فكن مؤمناً قنوعاً ولا تستسلم والحمد لله دائماً وأبداً.
اجعل كل يوم من حياتك وكأنه حرب لتنتصر فيه على نفسك ومشاكلك. كن قوياً واجعل من نفسك رمزاً للتحدي والصبر. أنت ملهم للكثير بقناعاتك. احتقر مصائبك وانظر لمصائب غيرك وعظمتها لتشعر بصغر مصيبتك مقارنة بغيرك ولتشعر بالرضا بما قسمه الله لك. فما أخذ الله منك إلا لحكمة لا تعلمها وليرضيك بأفضل منها. وهذا قسم عظيم من رب العالمين حين قال عز وجل ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴾.
كل الناجحين والمميزين خلفهم قصص إخفاق كبرى في حياتهم، وأنت مثلهم وربما أفضل، فقط ابتسم وعش كل يوم وكأنه بداية جديدة لك. فأنت وحدك تستطيع فعل الكثير. أنت قادر مادام القدير معك. كلما مالت بك دفة الحياة اقترب من الله بالصلاة والدعاء وستنجح كما قال تعالى ﴿وَصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ﴾ نعم فأنت بعين الرحمة الإلهية وكما قال تعالى ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾.
امض للأمام ولا تنظر للخلف أبداً. اصنع لحظاتك السعيدة. فقط ابتسم وكن إيجابياً وعاشر السعداء تسعد. ابتعد عن كل ما يؤذيك وعش وتعايش والله معك. دمتم بسعادة وقناعة ورضا.