إن ممارسة الأشكال المختلفة للنمو المهني تجعل من المدرسة مكانًا حيًّا ممتلئًا بالتفاعلات والأنشطة المفيدة على جميع المستويات، فيجب ألا يقتصر دور المدرسة على تعليم الطلبة فقط، وإنما يجب أن تكون المدرسة مكانًا يتعلم فيه الجميع “مدرسة دائمة التعلم بلا استثناء” Continuous Learning، ولكن عملية تبني المدرسة للتنمية المهنية للمعلم تحتاج لتخطيط جيد يهدف لاستغلال الإمكانات المتاحة بأفضل صورة ممكنة.
وتحتاج لمعلم لديه الرغبة في النمو والتطور وتحتاج لجو من العمل الجماعي الذي يسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة تتوازن فيه حاجات الأفراد مع مصلحة العمل.
وعلى الرغم من الأهمية التي توليها وزارة التعليم لقضية تدريب المعلمين وتنميتهم مهنيًا من خلال العديد من البرامج، فإن المتأمل لهذه البرامج والأنشطة يكتشف بها العديد من السلبيات وعدم تعمّقها، ويكتشف أنها توضع في الغالب بعيدًا عن الاحتياجات الحقيقية للمعلمين حيث يقصد بها بعض جوانب القصور ويرجع ذلك إلى: عدم وضوح فلسفة التدريب وأهدافه وأولوياته فهو لا يساير السياسة التعليمية والمهنية ولا يتواكب مع الاحتياجات التدريبية مما أعاق تحقيق الأهداف المنشودة للتنمية المهنية للمعلمين. عدم توفر كوادر مدربة متفرغة بدرجة كافية تطلع على تنفيذ البرامج التدريبية مما ينتج عنه عدم إحداث التغييرات المطلوبة في مهارات الأفراد. تواضع الإمكانات. البرامج قصيرة المدى لا تحقق الغرض منها. ضعف العلاقة بين مؤسسات الإعداد والتدريب وكليّات التربية. شكلية تقويم البرامج وافتقارها إلى متابعة الدورات. عدم توفر قاعدة بيانات دقيقة توضح البرامج التدريبية إذا توفر ذلك. نظام التدريب من خلال الفيديو كونفرانس، ينقصه وجود برامج عملية وتطبيقية وورش عمل ولقاءات مباشرة مكملة له. ضعف نظام البعثات الخارجية لصغر مدة البرامج ونوعيتها (التدريب غير شامل ويركز على الجانب التقني ويهمل الجانب الإنساني والأخلاقي). برامج التدريب الموجودة قديمة لا تصلح لإعداد معلمين المستقبل.
ويمكننا القول بأن للتنمية المهنية أهداف جوهرية عدة، منها: تنمية اتجاهات المعلم نحو مهنته وتقديره لعمله التربوي. التدريب المستمر للمعلم بما ينسجم مع مفهوم التربية المستدامة. تزويد المعلم بمهارات جديدة تمكّنه من حل ما يواجهه من مشكلات تعليمية. رفع كفاية المعلم مع ما يتطلبه من مهنته اليوم. تزويد المعلم بالمستجدات في المجال التقني والعلمي والنظريات التربوية. مواكبة ما يُستجد من مناهج وطرائق التدريس والوسائل. تأهيل المعلمين أصحاب المؤهلات غير التربوية. تنمية الصفات القيادية للمعلم وإطلاعه على خبرات زملائه المعلمين.
وأخلص إلى التوصيات الآتية لتفعيل التنمية المهنية الموجهة الذاتية: تعويد المعلم على كيفية تقدير حاجاته من خلال ممارسة البحوث الإجرائية. تنمية مهارات المعلم في قراءة التقارير والبيانات ونتائج طلابه وغيرها من مصادر المعلومات التي تعكس مؤشرات أدائه. تشجيع المعلم على إجراء البحوث الإجرائية حول مشكلات من داخل المدرسة. مقارنة المعلم أداءه بأداء زملائه خلال الدروس النموذجية والتطبيقية.