اليوم أمطرت أيضًا عندنا والمطر يعني الخير! عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “مثل أمتي كالمطر، يجعل الله تعالى في أوله خيرًا، وفي آخره خيرًا”. ألا ترون أيضًا أن في الزواج خيرًا؟
عدد جيّد من مناسبات زواج في هذه الليالي! كثّرها يا ربّ حتى لا يبقى من يرغب في الزواج إلا سهلت أمره ويسرته. من الرجال والنساء من يقول: لا رغبة لي في الزواج باختياري، وفي الجنسين من تُكتب العنوسة عليه دون اختياره، إما بسبب العادات الاجتماعيّة أو عدم استطاعة ماديّة.
أضع الثلاثة أسئلة التالية في عهدة القارئ الكريم من أجل التبصر فيها:
ما هي أخطار العزوبية مع نداء الطبيعة؟ لماذا يمتنع الشابّ عن الزواج وهو قادر على الزواج؟ إذا لم يكن قادرًا، فما هي الحلول الممكنة؟
تأخُّر زواج الذكور يمكن التعامل معه وليس معضلة كبرى، فمتى ما يقرر الرجل، وفي أي عمرٍ، يمكنه الزواج في مجتمعاتنا وفي غيرها، ومن امرأةٍ أصغر منه سنًّا! صعوبة العنوسة القسريّة هي على من يريد الزواج من النساء وعلى الخصوص من تترمل أو تتطلق وهي تريد الزواج لأنها في سنوات الإنجاب والرغبة الجسديّة.
ولأن الحديث في العنوسة يجر معه حساسيّة اجتماعيّة فهو يبقى دون إيجاد حلول، والحل ليس بالضرورة في تعدد الزوجات المفرط؛ ما ينتج عنه مشاكل من صنفٍ آخر، إنما الحل بتشجيع ثقافة الزواج عند الشباب – الذكور – في أقرب فرصة، وعدم تأخيره إلى سنواتٍ متقدمة من العمر، وتجاوز الشعور بالذنب في الزواج من مطلّقة أو أرملة وإن كانت في عمر الزوج المفترض.
الحلول تحتاج إلى من يعلّق الجرس في المجتمع بالتشجيع والتسهيل والممارسة. فلا بد للمجتمع من اقتراح حلولٍ تقيه مآسي الانحراف والانجرار نحو ما هو أسوأ من المشكلة الأصليّة.
القارئ الكريم، تقول لي: لم تأتِ بجديد! هذا النوع من الحلول يحتاج إلى عصفٍ ذهني – مجتمعي – يساعد في إنتاج أفكار جديدة وجريئة وتطبيقها، وليس من خلال بضعة سطور أو محاضرة عن الزواج والطلاق! وإنما هذه الخاطرة هي جرس تنبيه إلى وجود حالة اجتماعيّة تستدعي حلًّا مناسبًا، إن وجد!
في إحصائيّة نشرتها الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، نسبة العنوسة بين السعوديات هي: 10.07% (بين كل 10 من الإناث السعوديات اللاتي بلغن 15 سنة وأكثر هناك واحدة يمكن أن توصف بأنها بلغت سن العنوسة). عدد السعوديات المصنّفات عوانس: 227.860 أنثى سعودية تجاوزت عمر 32 سنة ولم تتزوج.
لم أجد إحصائيّة تخص المترملات أو المطلقات اللواتي لم يتزوجن، وإذا كانت الإحصائيّة السابقة تشملهنّ أم لا! وهل النسبة في مجتمعنا – في القطيف – أكثر أم أقلّ من المعدل!
وضع حلول لهذه الظاهرة – العنوسة – بين الرجال والنساء، يقتضي دراسة أسبابها مفصلة وأضرارها، وبعد ذلك اقتراح حلول لها.