اجعل سنتك سنة التسامح والعفو فما أجمل أن تعيش ساميًا

قبل أن نبدأ فلنفكر في كيفية امتلاك خُلق التسامح:

1- أن أضع بنفسي معنى الصبر (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ) وتحمل الأذى والإهانة وتجاوز الخطأ.

2- أفكر كيف أرد الإساءة بالحسنة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ولا أفتح معاني الانتقام أن تتغلغل بنفسي.

3- من أخطأ بحقي قد لا يقصد الإساءة فأحمله محمل الخير ما أمكن.

4- أتذكر دائمًا كلام الله “وليعفوا وليصفحوا” فإنه يلهمني القوة والقدرة.

5- سأعمل الخير من أجل الخير ذاته (افعلوا الخير ما استطعتم، فخير من الخير فاعله) فترك الخير عمن لا يستحقه هو سلوك لا يناسب ذي الهمم العالية.

عندما تسامح وتطلب المسامحة فهو تصافٍ مع الذات وستعيش هدوء البال وصفاء الضمير، فإن لكل طالب حق منك بحق أثرًا على دواخلك، تعيه نفسك تارة وتغفل عنه تارة أخرى، وما يبني الطهارة بالقلب هو تخلصك من تبعات الآدميين وما أكثرها وأشدها وأعظمها حينما تقف للحساب بين يدي الرب العظيم وحينما يطالبك الناس بحقوقهم، ومن عدله أن يحكم بالحق بين الخلق.

لا تدع نفسك تحكمك وتصنعك بل أنت بعقلك وحكمتك طوّع هذه النفس على الفضيلة وربّها على الإحسان وإن جاذبتك أنانيتها وشهواتها على شيء فذكرها بربها وإن من نتكبر عليه ونقسوا عليه ونكثر القول فيه، ليس إلا شخصًا مؤمنًا أو إنسانًا له حقوق وإن تفاوتت شدة وضعفًا ولكن أقلها أن نعامل الجميع بالإحسان.

إن أخاك الذي حجبت نفسك عنه وحجب نفسه عنك بخصام ثم عداوة ليست سوى أنانية بالنفس وتعالٍ في الذات، فلا تنتظر التراب أن يجمعك وإياه، سبقته بالموت أو سبقك، وقفت على قبره أم وقف على قبرك، جلست بعزائه أم جلس بعزائك، كبّر خمسًا عليك أم كبّرت عليه.

هي دنيا زائلة تجمعنا سواسية تحت التراب فلا تنفعنا الأحقاد ولا الأموال ولا العداوات.

إن في التسامح قيمًا قد نغفل عن بعضها ونستوعب بعضًا منها ولكنه أقوى على صنع السعادة في هدوء النفس والقلب وتسامٍ في الروح ولا تدع الحقد ينمو والضغائن تتراكم وحبك لذاتك يعظم فتكون الأنانية طبعك فكلما تصلبت الأنانية كلما غابت لغة “التسامح”.

أعلى درجات التسامح هو العفو والمغفرة والصفح والتجاوز وأصعبها تحمل الأخطاء والصبر عليها والدعاء لهم بالهداية والصلاح.



error: المحتوي محمي