الصورة مقلوبة

الصورة المقلوبة تتعب النظر وترهق العين مما يعني التدقيق وإمعان النظر لمعرفة تفاصيلها والتوصل إلى عنوانها، فهذا ليس من باب أنها قوة ملاحظة والبحث عن الأشياء المتكررة أو البحث عن الشيء الوحيد غير المتكرر في الصورة كما في ألعاب وتمارين قوة الملاحظة. إنما هي مواقف ومشاهدات حياتية يومية نعيشها بصورها المقلوبة لا نفهم فحواها في الغالب ولا نتوصل إلى فك رموزها، فشفراتها لا تتطابق مع شفراتنا، لكن نجد أنفسنا داخل تفاصيل هذه الصور وجزءًا منها بل ومكونًا رئيسيًا فيها من حيث لا نعلم، فالقراءة التحليلية لهذه الصور المعكوسة أما أن تكون منطقية معتمدة على الأدلة العقلية والحجة وذلك للاستدلال على صحة الموقف تجاه قضية ما، وإن كانت الضغوط النفسية كبيرة لمقاومة الصور المعكوسة وتصحيح وضعياتها أمام تيارات قوية معاكسة ورافضة للتصحيح.

في مقابل ذلك القراءة العاطفية اللامنطقية والتي لا تستند إلى حجة ولا إلى دليل بل تقود إلى هشاشة في التفكير وإصدار انفعالات تتأثر بحسب التفاصيل المكانية والزمانية مع الفهم الخاطئ لأغلب تلك التفاصيل، والكثير من المغالطات التي وضعت في قوالب أنيقة وجذابة ومغرية لقيم وعادات جديدة وبعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وإسلامنا، مع كم هائل من المبررات التي لا تمت للواقع بشيء، يعني لبس الطاقية بالمقلوب.

قد تتلاشى بعض الصور المقلوبة مع الوقت الذي هو الحكم والفاصل في كلتا الحالتين بينما هناك تكرار مستمر وحالة مستديمة لنفس الصور ولنفس الأشخاص وفي ذات المكان وبشكل يومي مما يعني إرهاقًا تامًا للعين لأن هذه الصور تظل مقلوبة طوال الوقت وعلى مدار سنوات قد تكون من العمر، نحتاج معها إلى لبس نظارات للحماية والوقاية للعمل على فلترة الصورة، فالإشعاعات الصادرة من هذه الصور مؤيدية.

فرأسا على عقب هناك حالة سائدة، يمشي بها من رأسه موضع قدميه ليرى الصور كما يحب ويهوى وفقًا لميوله ومتطلعاته الشخصية ليضع الأمور في غير موضعها بحسب ما يناسبه ومصلحته.



error: المحتوي محمي