قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ} (التوبة – 105).
انطلاقاً من هذه الآية الكريمة ننطلق بعين الله في مسيرة مزدهرة، نستلهم منها قِيم العطاء والإخلاص والأمانة، ونصنع من خلالها أيقونةً مليئة بالإنجاز والتميّز، ونُعبّد بها طُرق النماء في مسيرتنا الحياتية.
ولنسمو في ميادين العطاء لابد من ركيزة متينة نقتبس منها الإرث والأثر الجميل لنبني عليه أصول عطاءاتنا لتكون أكثر قوة وصلابة وسلوكًا حضاريًا يُعزز فينا روح التكافل والتعاون.
وفي حضرة العطاء لابد لي من وقفة أستذكر فيها جمائل تربية والديّ العزيزين، وصرح بنيانهما المليء بالبذل والصبر، وكيف سقياني من بيئة عطائهما وربياني على روح المبادرة والإحساس بالمسؤولية منذ نعمومة أظفاري حتى صرت شابًا يافعًا متطلعًا برؤيةٍ مشرقة نحو المستقبل.
فمن فضل الله وبِرهِما ودعائهما بدأت مسيرتي العملية ببلدية محافظة القطيف، وكانت تجربة جديدة لا تخلو في بداياتها من التعلم والأخطاء والمتاعب، وكان لهما ولمن حولي من الأصدقاء دور مهم في التشجيع والتطوير وتخطي الصعوبات والاستفادة من التجارب الإيجابية وتخطي الجوانب السلبية، بالإضافة لبناء روابط التعاون والألفة.
مسيرة عملية أعتبرها قصيرة لكنها حافلة بالمراحل التي تعلمت منها وصقلت فيها تجربة العطاء، ومن ضمنها ما شهدته وشاركت فيه من أعمال وجهود خلال جائحة كورونا وما تدفق خلالها في داخلي من حب العطاء رغم صعوبة الموقف، إلا أن الشعور بالمسؤولية وخدمة الوطن والمجتمع كان السبيل نحو التغلّب على هذه الجائحة.
ما كان لله ينمو ويثمر وهذا ما لمسته وحصدته نظير العديد من الأعمال التي كلفت بالعمل بها أو التطوّع فيها، ففي عام 2020م، في سياق الفعاليات والبرامج تم تكريمي من قبل صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف آل سعود لمشاركتي الفعالة في تغطية وإبراز أعمال اليوم الوطني 91، كما تم تكريمي من قبل معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير لحصولنا على المركز الأول في جائزة الأمين للإعلام على مستوى المنطقة الشرقية، أما في العام 2022م فقد حصلنا على العديد من الجوائز ومن أهمها جائزة أكثر المبادرات التطوعية النوعية برعاية معالي وزير شؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل، وحصدنا جائزة الأمين للتميّز لحصولنا على المركز الأول على مستوى البلديات المرتبطة بالأمانة، وغيرها الكثير من شهادات التقدير والتكريم التي أعتبرها وسامًا ثمينًا يحمّلني مسؤولية أكثر ويزيدني عطاءً وتضحية دون انتظار المقابل.
القطيف هي حديقة العطاء النبيلة التي تقطف من زهورها شتى أوجه الخير، وتسقي برحيقها مبادئ التكافل، وتستنشق من عطرها الحُب واللُحمة المجتمعية، وإن إتاحة فرص المشاركة والمساهمة بشكل فاعل في مشاريع التنمية والخير، بالإضافة لتقدير وتثمين جهود العاملين والمتطوعين وغرس الشعور لديهم بأنهم جزء مهم وعنصر أساسيّ في المبادرات والفعاليات التي يكلف فيها ستكون دافعًا مهمًا نحو المزيد من التفوّق والنمو والإبداع.
لنكن قادة ملهمين نخلّد عطاء السابقين ونقتبس منها، ونشحذ همم أجيال المستقبل، ونفتح لهم بوابة العطاء لإطلاق الرؤى والابتكار وتحقيق الطموح وصياغتها نحو «قطيف» لا يسبقها أحد في العطاء.