شارك عضو في إحدى المجموعات “بنصيحة جدي”، التي نصها “اكره الخطأ لكن لا تكره المخُطئ، انتقد القول لكن احترم القائل، ابغض بكل قلبك المعصية ولكن ارحم مَن عصى، فإن مهمتك أن تقضي على المرض لا على المريض” ونسبتها لمن تكن لا يعنينا يهمنا ماجاء فيها.
أغلبنا يجهل ثقافة التعامل والحوار والتربية، يرى طريقته المُثلى في النصح وهي دون دراسة وتقييم نتائج وما يتحقق بعدها تزيل الحدث أو تزيده، تناسب أو تخالف.
من هنا نستعرض فقراتها على التوالي؛ أولًا: اكره الخطأ لكن لا تكره المخُطئ :- ذكر مَن كان مارًا من العقلاء وحملة الأقلام بالطريق يوم مُصاب “السيدة الزهراء عليها السلام”؛ أن طفلًا أمام منزل والديه لا يتجاوز الخامسة يلعب بكُرة وإذا برجل كان حينها خارجًا من العزاء أنقض عليه وأمسكه بشدة يوبخه، حتى بان الخوف على شفتيه ووجهه، أخذها منه كرهًا وألقاها بعيدًا قائلًا: (ليش ما علموك أهلك أن اللعب في هذا اليوم حرام)؛ ليس بهذه الطريقة يُعالج الخطأ يا عم هداك الله؟ أنت أخفتَ وتعديتَ وأثبت كراهتك للمخطئ، كما تراه من جانبك، وما عالجت المشكلة “ما هكذا تورد الإبل يا سعد”، غدًا تكبر وتنال منك السنون وتعود بك الأيام وتتمنى من يعاملك بلطف لا بعنف كما فعلت، الجدير بك أن تلاطفه وتتحبب إليه، تشجعه على فهم ما تعنيه برأفة وابتسامة وحنان حتى لا يفعل ما أنت ناهيه عنه، هذا صغير ما عساه استوعب الصح من الخطأ.
من هنا أقترح مَن سمِع بالموقف مِن المعنيين بالشأن الاجتماعي أن يُفهّم الرجل بخطئه إن أمكن ويؤمل منه التجاوب بأسلوب حضاري أخلاقي، كما بيّن حوزوي أن التصرف من أخذ الكُرة وما رافقها من عُنف لا يجيزه الشرع ولا يُناسب تربية زماننا، وطالب مثقف أن يكون لخطباء المنابر دور بارز بالتعرض لمثل هذه الحالات وطرح الحلول الناجعة لها مع توضيح سلبيات المعاملة القاسية، نعم نقول كل ما اقتُرِح حسن وأحسنها أن تكون مجتمعة.
ثانيًا: انتقد القول لكن احترم القائل، منا مَن يعجبه ما يقرأ أو يسمع أو عمل اجتماعي، فإذا قيل له هذا لفلان دون تدقيق يغير رأيه حالًا وينال من المنسوب إليه أو ناقله لماذا؟ إن كنت ترى فيه شيئًا ما لك وصاحبه ومَن نقله بأمانة، لكلٍ رأيه ولك رأي ومن حقك النقد ولكن عليك احترام مَن قال وفعل وشكر مَن أوصله.
مِن المعروف أن «القطيف اليوم» هي نقطة تواصل رئيسية لأبناء المحافظة تمثل شبكة متنوعة من المعلومات بين الأشخاص والمجموعات باستمرار، مع تميزها بدقة عملها من أخبار وآراء كتّاب منقحة، البعض يدعي أنه خادم لأهل البيت عليهم السلام وفي عمر متقدم لا يليق أن تصدر منه هفوات فكيف بألفاظ معيبة، عندما لا يعجبه ما يُطرح من حمقه يترك أصل الموضوع وقبل التأكد من مصدره يتعرض للقائمين على هذه القناة بأساليب سوقية قبيحة مستهجنة لماذا؟ ماذنب هؤلاء؟ أهذا جزاء خدماتهم الاجتماعية؟وأنت من الخدمين.
نقلتْ خبرًا مسندًا لجهة معينة رسمية أو اعتبارية أو فردية لم يرق لك ما جاء فيها خاطب تلك الجهة فإن صح وعندك ما تريد قوله اطرح رأيك وقدم ملاحظاتك، وإن كانت الأخرى تأكد لن تترك تلك الجهة مَن تقَوَل عليها وأنت في راحة، وقد حميت نفسك من المساءلة، وربما رفع دعوى عامة أو خاصة عليك تحت مسمى “جرائم معلوماتية” قد تصل بك إلى السجن، وقتها ما انت فاعل؟!واعلم بعنوان عريض عام “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية” فلا تجعل من حميم الأمس عدوًا لك اليوم.
ثالثًا: ابغض بكل قلبك المعصية ولكن ارحم مَن عصى؛ كلنا معرضون للذنوب والمعاصي “إلا ما رحم ربي”، وإن كانت بنسب متفاوتة، مأمورون بتجنب الصغائر منها والكبائر وأن نحمل في قلوبنا لها كرهًا حتى لا نرتكبها أو نقتربها، وننظر لمن يقترفها برحمة لأنه وقع في محظور كمن أصيب بمرض يحتاج من يساعده للشفاء منه، ندعو له بألسن لم يعصي بها ليُستجاب الدعاء فيهتدي”ربما يمسى ماجنًا ويصبح بشر الحافي”، هكذا نعالجه تركه يعاني ما به لوحده يتمادى أكثر و يصيبنا ما أصابه بتمكن الداء من الانتشار ووصوله إلينا لدرجة استحالة القضاء عليه بعدها “إن الله تعالى لا يكره أحدًا مِن عباده مع كثرة معاصيهم ولكن يكره أعمالهم السيئة”، ومن رحمته بهم يناديهم ادعوني أستجب لكم.
وأخيراً نقول بما ختم الجد نصيحته “فإن مهمتك أن تقضي على المرض لا على المريض”، فأين نحن من هذا؟ نعم المطلوب النظر لعواقب الأمور بالقضاء على المرض ليتعافى المريض وليس العكس نقضي على المريض ونترك المرض ينتقل للغير كيف شاء ومتى شاء.