من المسؤول عن تغيير الصورة النمطية السلبية المنفرة من التعليم والمعلمين ؟؟

اليوم يبدأ عام دراسي جديد … وعادة يبدأ استعداد الأسر له قبل فترة طويلة لتأمين مستلزمات وتجهيزات المدارس المعروفة ، ما يجعله أحد المواسم المثقلة بالتكاليف والتبعات المالية ، فهو في نظر الكثيرين مغرم وليس مغنماً واستثماراً خصوصا الأسر محدودة الدخل !!

ما نحتاج اليه أكثر من تأمين المستلزمات المدرسية هو اعداد ابنائنا وبناتنا نفسياٌ وتهيئتهم روحياٌ لاستقبال عامهم الجديد ، وبث روح التفاؤل وضخ شحنات إيجابيه تشجعهم على طلب العلم ومواصلته والتفوق وليس مجرد النجاح ، والسعي لإحراز مراكز متقدمة في كل محطاتهم الدراسية .

لا بد من ربط ذلك بتعزيز قيمة العلم والسعي في طلبه باعتباره فريضة دينية مقدسة وأحد اهم الواجبات التي لا تقل اهمية عن الواجبات الدينية كالصلاة والصيام وإقامة الشعائر الدينية الاخرى ..

طلب العلم والتزود بالمعرفة مظهر من مظاهر التدين الحقيقي جنباً الى جنب مع بقية الفرائض والواجبات الدينية والأخلاقية والوطنية ذات الصِّلة بتنمية الوجود الانساني والإعلاء من شأن الفرد والمجتمع ، وأن التفريط في هذا البعد وإهماله والتقليل من شأنه ينتج إيماناً منقوصاً ومشوهاً ومحرفاً وممسوخاً ..

الآيات والروايات الشريفة التي تؤكد وتحث على طلب العلم وتقديسه ، وان الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم، ولو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بخوض اللجج وسفك المهج .. لا تختص بطلب العلوم الدينية والشرعية فقط، وإنما تتسع لتشمل العلوم الأخرى التي تسهم في رقي المجتمعات وتقدمها وتعزيز موقعها في عالم لا مكان فيه للجهل والتخلف عن ركب العلم !!..

نستطيع ان نغير الصورة النمطية المسيئة والمنفرة بإحلال صور مشرقة وايجابية ومشجعة تزرع الاحترام والتوقير للمعلم وتبث روح النشاط والايجابية وتجعل العملية التعليمية سلوكاً عبادياً وتحول المدرسة والجامعة في وجدان ووعي الطالب الى مسجد ومكان مقدس يُعبد فيه الله ويطلب فيه رضاه وتسكن فيه النفس وتتفجر فيه المواهب ويحن اليه الطالب كلما غاب عنه أو تأخر عن موعد الحضور اليه .

اتمنى ان تُمارس الاسرة والمسجد والمنبر سيما ونحن على اعتاب موسم من مواسم التبليغ الجماهيري دوراً إيجابيا مؤثرا في هذا المجال .

نحتاج ان نعزز الثقة لدى ابنائنا في مدارسنا وجامعاتنا ومعلمينا بدل تبادل النكت والاستهزاء بالمعلمين والمناهج ، وان تحل محلها رسائل التهنئة ببداية العام الدراسي الجديد كما نفعل ذلك في المناسبات السعيدة ونتفنن في نسج العبارات وتصميم نماذج الرسائل التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي …

كم عدد الذين بعثوا لابنائهم وبناتهم الطلبة او اخوتهم وأصدقائهم من المعلمين والمعلمات بطاقات ورسائل وورود تهنئهم بعامهم الدراسي الجديد بصورة تشعرهم انهم يعيشون يوماً متميزا وجميلاً في حياتهم ؟؟

كل التمنيات لأبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات ولأخوتنا واخواتنا المعلمين والمعلمين والطواقم الإدارية والفنية في جهاز التعليم بالتوفيق والنجاح.


error: المحتوي محمي