إن الذكريات بقدر ما تفرحنا أيضاً تبكينا لأنها مغروسة في أفكارنا كلما مر علينا حدث مشابه تجددت فينا فهل ننسى؟!
فذكريات الطفولة أكثر ما يطوف في خاطري حيث المرح والفرح يغمرني عندما أذهب إلى السباحة في عين تاروت وأطوف في أزقة الديرة التي حملت ومازالت تحمل عمق التراث الممزوج بعمق الحضارات الجميلة التي تعاقبت عليها الأقوام الماضية وعاشت فيها. ومنها أخرج لأرى بساتين النخيل تحفني من كل الجهات فأنا عندما أتذكر شمالها من الزور إلى جنوبها دارين ومن شرقها سنابس إلى غربها القطيف أحسن أن روح الماضي عادت لي وأنا أسمع صوت الباعة في السوق كل ينادي على سلعته وأشم رائحة الخبز وأنا ذاهبة إلى مدرستي في أرض الجبل فتغمرني الفرحة التي تشدني إلى حيثُ تركنا البيت القديم وسكنّا جنوباً شارع دارين القديم الذي كانت أغلب البحّارة تعبر منه لبحر دارين وهم ينشدون المواويل ويلتقون بأخوانهم أهل دارين في تمازج عفوي جميل والكل يبسط شبكته أو قرقوره ومنهم من يدخل الغوص فما أجمله من منظر جميل!
فلن أنسى فذكرياتها تطوف في خيالي. فأنا دائماً أحن للماضي وأحس كأني مازلت طفلة صغيرة تنام في أول الليل وتستيقظ عند زقزقة العصافير يا أجمل ما مررت به في حياتي ويا أجمل ما في عمري لا أعرف هل ستظلين ذكريات أم هل أذكركِ شعراً أو نثراً أو قصيدة فقط فأنتِ حبي وعشقي لا أحيد عنكِ.
وختامي لديرتي الحبيبة عندما هجرنا البيت كان صباحاً مشرقاً كشروق قلوب المحب حيثُ أقول؛ هجرنا مع غبش الصباح.. هجرنا والفجر لاح.. نتخلل أزقة القرية.. والطرقات والبيوت القديمة.. هجرنا ونحمل في قلوبنا.. مرح الطفولة والذكريات الجميلة.