كان “سالم” تلميذاً كسولاً، وذات يوم كان يجلس في الفصل مع زملائه الآخرين، وجاءت معلمتهم وأعادت لكل تلميذ ورقة امتحانه. نظر سالم إلى نسخة امتحانه، فوجد نفسه قد حصل على درجتين فقط من عشر درجات فعرف أن والديه سوف يوبخانه. وبدلًا من الاهتمام بمعرفة الأخطاء أخذ أحمد يرسم صورة ديناصور على ورقة امتحانه، والحق أنه كان يرسم بمهارة.
وفي أثناء هذا، نادت المعلمة على التلاميذ قائلة: “اسمعوا يا أطفال! لقد قسمت الفصل إلى مجموعات، وستقوم كل مجموعة بعمل مشروع مختلف من أجل الحصول على درجات إضافية”. وفجأة، رأت المعلمة أن سالمًا لا يصغي إليها، فاقتربت منه وقالت له: “ما الذي يشغل بالك؟ تأهب لتتعاون مع مجموعتك في عمل المشروع. إذا كان مشروع مجموعتك جيداً، سينال كل طالب منكم درجات إضافية”.
بعد أن قالت المعلمة هذا، أعطت لكل مجموعة فكرة مشروع مختلفة، وحصلت مجموعة سالم على موضوع بعنوان: “الوحوش”. وبدأوا يتناقشون حول الفكرة التي أعطيت لهم مع بعضهم البعض، بينما ظل سالم واقفاً على مقربة وهو يفكر: لا أعرف الكثير حول الموضوع، وإذا اقترحت أي شيء بعيداً عن اهتمام مجموعتي فسوف يسخرون مني!
لم يكن سالم واثقاً تماماً من قدراته. اقترب منه محمد، وهو تلميذ من نفس مجموعته، وقال له: إن ورقتك بيضاء تماماً. ما الذي أصابك؟ تبدو قلقاً بعض الشيء!
أجاب سالم: “إننى أكره عمل المشروعات، إضافة إلى أنني أكره دروسي، ليس لدي أي فكرة عن موضوع المشروع”. شجع محمد زميله سالم قائلاً: “أسهم بشيء ما في المشروع، ولا تفقد حماستك”.
وضع سالم القلم على فمه وحك رأسه، لم يكن بعد في حالة من الثقة الكاملة. وفي أثناء هذا جاءت المعلمة وقالت لـ سالم: “أنت لم تبدأ العمل بعد! هل هناك أية مشكلة؟ هل تحتاج لبعض المساعدة؟!”.
أجاب سالم يائسًا: “لا أستطيع عمل أى شيء”. قالت له المعلمة: “بل تستطيع. لماذا لا ترسم شيئاً ما؟”، وغالباً ما كانت تلاحظ سالم وهو يرسم شيئاً أو آخر. تساءل سالم الذي كان مغرماً برسم الديناصورات: “هل أرسم الديناصورات؟”.
قالت المعلمة: “بالطبع؛ يجب أن ترسم ديناصورات بما أنها تُعَدُّ وحوشاً”.
شعر سالم بالسعادة والثقة التامة. بدأ يرسم ديناصورًا على ورقته البيضاء. غطى الرسم الصفحة بكاملها. لَوَّنَهُ سالم باللون الأخضر، ثم أضاف إليه خطوطاً باللونين الأصفر والبني. وفي دقائق معدودة اكتمل الرسم، وكان في غاية الجمال.
رأت إحدى الفتيات من مجموعة سالم ما رسمه فقالت له: “إنه رسم ظريف، يمكننا أن نلصقه على غلاف ملف مشروعنا”. وقال تلميذ آخر من مجموعة سالم: “ولِمَ لا؟ إنها فكرة رائعة!”.
صارت تحلق كل التلاميذ من مجموعة سالم حوله لينظروا إلى الرسم، كما حلق التلاميذ من المجموعات الأخرى وتطلعوا إلى رسمه، وأثنى الجميع على عمل سالم.
رَبَّتَتِ المعلمة على ظهر سالم، قائلةً له: “أحسنت صنعاً! لقد رسمت صورة بديعة. شعر سالم بالفرح. لم يكن قد نال هذا الثناء الرائع من معلمته قبل ذلك.