أكد عدد من الاختصاصين النفسيين والاجتماعيين على ضرورة عقد علاقة ودية بين المعلمين والطلاب وذلك لنجاح العام الدراسي المقبلين عليه خلال الأيام القادمة.
وفي حديثٍ لـ “القطيف اليوم مع الاختصاصي النفسي أحمد آل سعيد شدد على ضرورة تعامل المعلمين والمعلمات مع الطلاب بمنطلق الأبوة الذي يهدف إلى التربية والخوف عليهم من الفشل ومساعدتهم في تعديل أخطائهم عن طريق التشجيع والحث على الاجتهاد والمثابرة مع تقديم النصيحة لهم بما يفيدهم وتقبل بعض زلاتهم التي لا تتعدى الأخلاقيات المسيئة لكرامة المعلم، مع الاستفادة من مهمة المرشد الطلابي بالمدرسة كونه متخصص في حل المشكلات التي تواجهه مع طلابه.
وقال بأن تطبيق التسامح بين المعلم والطالب له دور ودي على الجانب النفسي فهو عملية تربوية ومهارة سلوكية يتبناها المعلم لتوجيه الطلاب بها، كما أنها بادرة تجعل من المعلم قدوة لطلابه، لكنها لا تنفع مع بعض الطلاب المشاكسين الذين لا يقدرون قيمة التسامح.
وأكد آل سعيد على أهمية إدراك المعلم فن التعامل مع المشاكل السلوكية للطلاب فالطالب المشاغب يحتاج إلى تهذيب وتعديل في السلوك بطريقة تقلل من حدة مشاغبته إما بالحرمان أو التحفيز على السلوك الإيجابي وإعطائه دور القائد في بعض المهام، فيما يتعامل مع الطالب البكّاء بإسلوب آخر أولها معرفة سبب بكاىه هل من الخوف أو الانزعاج أو غيرها فكل سبب له طريقة لتعديل السلوك أو علاج المشكلة.
من جانبه نصح الاختصاصي النفسي جعفر العيد المعلمين بضرورة التعامل بلين مع الطلاب في بداية العام الدراسي، وعدم التحمس مع القوانين المدرسية والاستعجال في التدريس سريعاً، حيث وصف المعلم بمَلِك الصف ومن المهم أن يفتح حديثاً أولياً قبل الشروع في التدريس مع الطلاب خصوصاً لطلاب المرحلة المتوسطة والثانوية.
واقترح العيد على المعلمين في أوائل أيام الدراسة بالحديث مع الطلاب والتعرف عليهم بدون المساس بالإحراجات الأسرية والشخصية، وتعريف المعلم بنفسه لهم وتخصصه وسنوات خدمته، وقوانينه الصفية الخاصة به ومتطلبات مادته، مع توضيح حقوق وواجبات كل من المعلم والطالب.
وأضاف بأنه حتى تكون العلاقة ودية بين المعلم والطالب فإنه يُفضل أن يفتح المعلم باباً لالتقاء الطلاب به عن طريق تحديد ساعات مكتبية معينة أو تخصيص جزء من الحصة للاستماع إلى مشاكل الطلاب وحلها.
وقال من أجل أن تكون خطة الدراسة أكثر واقعية فإن على المعلم اختبار معلومات الطلاب في المادة حتى يستطيع تشخيص مدى احتياجه للاستعانة ببعض الخبرات الطلابية في تمضية الفصل الدراسي أو لا، مشيراً إلى أهمية تسليط الضوء على بعض إستراتيجيات التعلم في بعض الدروس وتشجيع الطلاب للاشتراك فيها بتوضيح فوائدها على الشخصية بالتعزيز المعنوي، والمادي كإعطاء الهدايا الملموسة أو رفع معدل الدرجات.
بدورها أكدت الاختصاصية الاجتماعية نسرين آل سنبل على حاجة النظام التعليمي إلى التطوير لتعزيز الجانب النفسي بشكل أكبر، حيث بينت اللّبس السائد لدى المعلمين في معنى القيادة وضبط الفصل، وبين القسوة والشدة على الطالب التي قد تؤدي إلى حدوث أزمات نفسية، مضيفةً بأن التعليم مقترن بالتربية والمدرس المتميز هو الذي يستطيع أن يعطي التلميذ جواً من الحرية والراحة النفسية بطريقة تعامله بعيداً عن استخدام العصبية أو التساهل والسير على الطريقة التقليدية في التعليم.
تجدر الإشارة إلى أن جميع الاختصاصيون الذين تواصلت معهم “القطيف اليوم” قد اتفقو على أن الأساليب الغير تربوية المنتشرة في السابق كالتهديد والتخويف والضرب للطلاب قد انعدمت الآن ولم تعد تراجعهم حالات تشكو من عدم القدرة على إكمال الدراسة لأسباب متعلقة بسوء تعامل المعلمين معهم.