إهداء للأستاذ علي الحرز (أبي كفاح)، لما ساهم به على الصعيد الثقافي والفكري والأدبي والإبداعي بشكل عام، من خلال مكتبته الرائعة (مكتبة جدل) بأُمّ الحمام.
جَدَلُ العُقولِ معَ العقُولِ ملاحِمُ
تاريخُها الفِكرُ العظيمُ يُساهِمُ
وبِناءُ صُنَّاعِ الحضارةِ شاهِقٌ
إمَّا استَطالَ معَ التحرُّرِ هائمُ
حُرّيَّةٌ خضراءُ يلمعُ شأنُها
حُضْنٌ تلألأَ بالحنانِ يُوائِمُ
منْ عهدِ آدمَ والتُّرابُ حقيقةٌ
فيها فلاسفةُ النُّهى تتراكمُ
ملأُوا الحياةَ سوانحًا وبوارِحًا
وتوافقًا وتناقضًا يتعاظَمُ
سُنَنُ الطّبيعةِ، والزَّمانُ تغيُّرٌ،
واللوحُ يكتبُ، والمقدَّرُ قائمُ
وتدافُعِ الأُمَمِ الغَفيرةِ حافِزٌ
نحوَ التَّنَافسِ، وهْوَ بحرٌ عارمُ
ورسالةُ الدّينِ القويمِ ضمانةٌ
بِنبيِّ حقٍّ أيَّدتْهُ مكَارِمُ
وأئمةُ الهَدْيِ الصَّريحِ حصانةٌ
بِولايةٍ هِيَ للأمَانِ العَاصِمُ
كُتُبُ الحَضَارةِ أمْ شريعةُ أحمدٍ
قِيَمٌ بِها نحوَ الخلودِ مراسِمُ
ومكاتِبُ الدُّنيا احتشادُ كتائبٍ
يسخو بها نحو التقدُّمُ عالِمُ
و (أبو كفاحٍ) في بَراعَةِ دارةٍ
مَدَّ الجُسُورَ لِمَنْ زهتْهُ عوالِمُ
يرنو اعتِدالاً في “الكلامِ” تأدُّبًا
حيثُ التَّوسُّطُ مَذهَبٌ مُتَنَاغِمُ
يُدنيْ البعيدَ إلى القريبِ حصافةً
بِنتاجِ عِلْمٍ أوجدتهُ عَزائمُ
والحِكمَةُ النَّوراءُ أنجمُ عابرٍ
يَسعَى كِفاحًا ما ثَنَاهُ الظالِمُ
إمّا اسْتَنَارَ بِمبدأٍ رامَ العُلا
غَنّتْ بِمطمَحِهِ الجَميلِ حمائمُ
ويديرُ أمسيةَ اللقاءِ لِمَنْ رأى
طِيبَ التّحاورِ، والحِوارُ نسائمُ
فالعِلمُ والفِكرُ المُضيءُ مَدارسٌ
تبنيْ الحياةَ، ومَنْ بِها يتلاءَمُ
(جَدَلٌ) تَلألأتِ الشُّمُوسُ بِأفْقِها
و عَلِيُّها دِفْءُ النَّمَاءِ يُسَالِمُ
أُزجِيْ إليكَ (أبا كِفَاحٍ) تُحفةً
مِنْ قَلبِ ذَاتٍ، والوِدادُ ينادِمُ
هِيَ في الغِناءِ خَريدَةٌ مسبوكةٌ
مِنْ كَاملٍ؛ لا ما اعترتْهُ مكالِمُ
فَلْتَقْبَلَنْ مِنّيْ الهدِيَّةَ مِدحَةً
فيها الوفاءُ بِمَا وَهَبْتَ علائمُ
هذيْ البلادُ، وأنتَ فِيها حازِمٌ
والنَّفعُ في دربِ الثقافةِ حاسِمُ
والملتقَى سيهاتُ فيهِ عزيزةٌ
وكذا الجِوارُ هو الإخاءُ الحَائمُ
ولأنتَ قربُ النَّبضِ نَبضُ ظِلَالهِ
ومَحَلُ نَفسٍ أنتَ فيها الرَّاحِمُ