للإثارة بقية

أسدل الستار على الدور الأول لدوري الأمير فيصل بن فهد السعودي الممتاز لكرة اليد، وكانت الإثارة حاضرة طوال الأسابيع الماضية. لم تقتصر فيها المنافسة على الفرق فحسب، بل وصلت للمدرجات وأصبحت جماهير الفرق والمشجعون يتنافسون في إعداد الحضور من أفراد وعوائل، والذي أصبح لافتاً لأنظار المتابعين ليس فقط في مملكتنا الحبيبة، بل الوطن العربي قاطبة. كما يردد المعلق الخلوق والمبدع علي المحسن “والله دورينا السنة غير”. نعم أصبحت كرة اليد في المنطقة الشرقية بحاجة إلى صالة رياضية كبيرة تتسع للأعداد الهائلة من الجماهير العاشقة والمتدفقة للمدرجات في كل مباراة بغض النظر عن طرفي اللقاء.

انتهى الدور الأول بردة فعل سريعة وليست بمستغربة على كواسر القديح، بعد خسارتهم بفرق هدف في الثواني الأخيرة من الأكاديمية نادي النور والعائد بقوة للمنافسة هذا الموسم بمعية مدرسة كرة اليد نادي الخليج. فالعنوان الأنسب لهذه المرحلة هو: بكل جدارة الأملح المضراوي يتشبث بالصدارة للدفاع عن اللقب المتوّج به في الموسم المنصرم. المتابعون لكرة اليد السعودية خصوصاً والخليجية عموماً، يعلمون حجم الحب والعشق الذي يكنه أبناء القديح لناديهم ولاعبيهم وبالخصوص لاعبي كرة اليد.

لا يختلف اثنان من المتابعين على أن نادي الهدى في موسمه الأول في الدوري الممتاز هو الحصان الأسود والمفاجأة إن صح التعبير. قيادة فنية وطنية متمكنة وعمل إداري كبير، نجح في استقطاب مواهب وطنية ولاعبين دوليين من الطراز الرفيع. أما اللافت للنظر فهو القاعدة الجماهيرية التي تكونت بسرعة خاطفة وأصبح اللون البنفسجي حاضرًا بقوة في المدرجات.

المنافسة في هذا الموسم، لن تنحصر فقط على فرق النخبة المعروفة بل ستكون الإثارة والمنافسة حاضرة للأمتار الأخيرة من الدوري. لا شك أن عامل الخبرة ووجود البديل الجاهز في جميع المراكز، يرجح كفة فريق على آخر، لذلك التركيز واللعب على أدق التفاصيل واستغلال الفرص مطلب حثيث لمن يريد الفوز باللقب.

ليس من العدل والإنصاف التطرق لدوري الأمير فيصل بن فهد السعودي الممتاز لكرة اليد دون الإشادة بالجماهير الغفيرة العاشقة في المنطقة الشرقية من سيهات إلى صفوى، والتي أصبحت ظاهرة يضرب بها المثل. جماهير وفيّة تبقى واقفة خلف فريقها تشد من أزره وتدفعه للنهوض إذا ما تعرض لكبوة. جماهير متيمة بروح رياضية بعيدة عن التعصب والتهكم على الآخرين، وعشقها يتجلى في أهازيجها وشيلاتها التي تطرب المدرجات والمتابعين من خلف الشاشات. هنيئًا للشارع الرياضي السعودي بهذا الكم الهائل والجودة من الجماهير الواعية والراقية.

المنافسة المحلية في توقف، وذلك بسبب الاستحقاق القاري لمنتخبنا الوطني. وكما عودتنا جماهيرنا الوفية، تقف دائماً خلف منتخبنا الوطني، الذي يسعى جاهدًا لتشريف الوطن على أكمل وجه، في النسخة الـ28 من بطولة العالم لكرة اليد للرجال 2023 التي ستقام في السويد وبولندا. كل التوفيق للأخضر السعودي، وكلنا أمل بأن تترك سواعد كرة اليد بصمة إيجابية تعكس تطور الرياضة السعودية في ظل الدعم اللامحدود للشباب والرياضة من قبل حكومتنا الرشيدة وعلى غرار ما فعله صقور منتخبنا الوطني في بطولة كأس العالم لكرة القدم والمقامة حاليًا في دولة قطر الشقيقة.



error: المحتوي محمي