انتهت رحلة أربعة أعوام من الانتظار لـ ابنة الخامسة عشر عامًا حوراء حسن محمد القطان بقصة مشوّقة حملت عنوان “الدم البنفسجي”، متناولةً أحداثها في 47 صفحة باللغة الإنجليزية.
القصة التي تعد باكورة الأعمال الأدبية للكاتبة الصغيرة، احتاجت عامًا كاملًا من العمل والتنقيح يضاف للأعوام الأربعة للكتابة والتأليف، وقد صدرت أخيرًا عن بسطة حسن للنشر والتوزيع.
4 سنوات
بدأت رحلة ابنة بلدة الخويلدية بمحافظة القطيف، في تأليف كتابها عندما كانت طالبة على مقعد الصف السادس الابتدائي، حيث قررت بشغف القراءة والكتابة الذي تلبسها منذ الصغر أن يصدر فور الانتهاء من كتابته، ولكن الظروف والعقبات حالت دون حلمها الصغير؛ ليبقى مخبأً عن أنظار قرّائه لأربع سنوات، حتى استطاعت نشره أخيرًا، بعد أن وصلت لأولى سنوات الدراسة الثانوية.
إلهام الرسوم المصورة
تحدثت “القطان” لـ«القطيف اليوم» عن دخولها عالم التأليف فقالت: “بدايتي وميولي الأولى كانت للرسم، ثم تغيرت بوصلتي نحو القراءة؛ وكانت الرسوم المصورة عالمًا جاذبًا لي لدخول هذا العالم، فتطلعت لأن أكون إحدى المشاركات فيه، فهذا المجال المتنوع يجعلنا جميعًا نرمي شباكنا فيه كما نحب”.
وتابعت: “فكرة التأليف أتتني من قراءتي للكتب بشكل متزايد، وألهمتني القراءة الشغوفة وقتها أن أصنع نكهتي المختلفة في كتاب خاص بي، وقد لقيتُ التشجيع والمباركة من أستاذتي أمل المياد وأمي الغالية حفظها الله”.
لغة العالم
اختارت القطان عنوان قصتها “الدم البنفسجي” لتجعل منه عنوانًا جاذبًا للقارئ لمعرفة أحداثها ودالًا عليها أيضًا، وقد استهدفت القصة فئة الأطفال والمراهقين، لكن الكتاب بالتأكيد مناسبٌ للجميع.
وجاءت القصة بلغة العالم المعاصر وهي اللغة الإنجليزية لكون القطان أكثر فصاحة بها، ولكثرة معرفتها بمفرداتها أيضًا، باعتبار أن دراستها في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة كانت في مدرسة عالمية، ومعظم قراءاتها كذلك باللغة الإنجليزية.
عامٌ من التنقيح
استغرقت القطان سنة دراسية كاملة لتنقيح قصتها وخروجها للنور، وكانت معلمتها أمل المياد معها طوال مشوار الكتابة داعمة ومشجعة، وتتطَلِع وتراجع الكتاب، حتى انتهت أخيرًا من تأليفه، وعلى الرغم من أن الصور الجاذبة كانت مفتاح دخولها لهذا العالم إلا أنّ قصتها جاءت دون رسومات أو صور، تاركة الخيال للقارئ ليرسم بخياله ما يشاء، لكنها مستقبلًا تفكر في إضافة رسومات وصور للكتاب؛ لجعله أكثر حيوية وجعل النص والأحداث أطول من إنتاجها الأول.
دعم وتطوير
كانت فكرة تسويق الكتاب صعبة للغاية لدى ابنة الخويلدية بسبب قلة الإقبال على اقتناء الكتاب الورقي للجيل الحالي لذلك كان التخطيط للتسويق دقيقًا وحريصًا، وكان لبسطة حسن للنشر والتوزيع الفضل في ذلك، حيث بادر صاحب الدار حسن حمادة بالتواصل مع والدة القطان وشجعها كثيرًا على نشر الكتاب، أما اختيار مكان التدشين فقد جاء كعرض تعاون مجتمعي مع مؤسسة كابتشرز للتسويق والإنتاج الإعلامي بالدمام، حيث تم ترتيب اللقاء وكانت حفاوتهم بالغة بها.
خارج الصندوق
تميل القطان لقراءة كتب ريك رايوردن والاستمتاع بها حاليًا، وهي ترى أن الصبر والطموح والتفكير خارج الصندوق والخيال والمنطق والإبداع هي أدوات المؤلف وإمكانياته الحقيقية، لكن المؤلفين المبتدئين يحتاجون أيضًا إلى من يتلمس إمكانياتهم ويرعاها ويتبناها، ولذلك فإنها تتمنى أن تحصل على دعم حقيقي يمكنها من تطوير الكتاب ونشره على نطاق أوسع.
قصص قصيرة
حرصت ابنة الخويلدية على عرض تجربتها للناشئة أمثالها؛ لتشجيعهم على القراءة وإشباع هواياتهم ومواهبهم الكتابية، فكان أن دعاها الإعلام المدرسي لعرض تجربتها على مسرح المدرسة، حيث تحدثت أمام زميلاتها ومعلماتها عن تجربتها في الكتابة والتأليف التي بدأت في مرحلة عمرية صغيرة باشتراكها في بعض مسابقات الكتابة، ومحاولاتها البسيطة في تأليف القصص القصيرة كقصة “الذئب الجائع”، وقد تم تكريمها من قبل إدارة المدرسة.
اقرأ لنفسك
وختمت القطان حديثها لـ«القطيف اليوم» قائلة: “نصيحتي أن تقرأ لنفسك لا لغيرك، ولا تضغط على نفسك بقراءة ما يستهويه الآخرون، فقط اقرأ ما تريد، ولا يهم إن كان عمرك كبيرًا، فما زال بإمكانك قراءة كتب مصورة أو كتب أطفال فالاهتمامات ليست محصورة على عمر معين، بل إن جعل الاهتمامات مقصورة على عمر معين بحد ذاته كابح للأحلام”.