ارتقِ بنيتك يسمُ عملك وتصل إلى أملك!
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): من حسنت نيته كثرت مثوبته، وطابت عيشته، ووجبت مودته.
ما هي النية؟ هي قصد واضح محدد للحصول والوصول للهدف وهي الأساس وبعدها يأتي اليقين والسعي، والإنسان الذي ينوي هو إنسان لا يتمنى بل إنسان بدأ أول الطريق (جميل النية سبب لبلوغ الأمنية)، وما أن تطلق النية يسخر لك الكريم كل شيء وتتسبب الأسباب وتتاح الفرص وتجد من يعينك وتنساب لك الأفكار وتتجلى لك الأدوات ويتاح لك وقت مناسب للسعي (وَسَخَّرَ لَكُم مَا في ٱلَسَمَّٰوَٰت وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لآياتٍ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ).
كيف نطلق النية؟ أطلق نيتك وأنت في حالة حب في حالة راحة واستشعار للسعادة بيقين كله إيمان مستعد للاستقبال من الله، والنية تحمل بداخلها عدة مشاعر أولها الشجاعة واليقين والطمأنينة والاستعداد للاستقبال، ودون النية يعتبر الإنسان غافلاً، كما ورد عن الإمام الصادق: «لا بد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون، لأنه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلاً».
لم تقتصر النية على العبادات ولم تسبق فقط الأهداف إنما إذا كنت تريد الثواب في كل عمل تقوم به يجب أن تكون فيه نية ترجع بها إلى الله (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) حتى في صغائر الأمور وليس فقط طمع في الثواب بل متعة الاتصال بالخالق الدائمة في كل شيء حتى صغائر الأمور تحي القلب وتنيره وتجعل للأشياء معنى سامياً جدًا فتصبح مقدرًا كل فعل جميل تقوم به فأنت بدأته بنية طاهرة سامية لن تنتظر حينها رداً جميلاً من بشر ولا كلمة شكر من أحد ولن يكون المقابل لعملك من الناس شيئًا مهمًا فأنت ضمنت من الكريم الثواب بالعمل القلبي قبل العمل الفعلي حتى واجباتنا الاجتماعية والأسرية ومسؤولياتنا يجب أن تسبقها نية خالصة لوجهه الكريم.
هل تتذكر أصغر عمل قمت به عقدت به نية خالصه الله؟