القوة

القوة هو تعبير يدل على قوة الجسد الدال على بنيان الجسم وهيئته وحسب هذا ما يعتقده أغلبنا مع الأسف.. لكن القوة هي ليست قوة الجسم وعضلاته المفتولة أو طوله وعرضه، وإن كان في عالمنا المادي فعلًا هو ذا. ولكن القوة هي رجاحة العقل والتفكير العلمي والعملي في المرتبة الأولى وتأتي قوة الجسم في المرتبة الثانية. كما عبر عنها القرآن الكريم في قصة نبي الله طالوت عليه وعلى نبينا محمد وآله وجميع الأنبياء الصلاة والسلام.

الآية: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. سورة البقرة (247).

هنا جاء العلم في المرتبة الأولى على الجسم. إذن، القوة عزيزي القارئ، سواء كنت ذكرًا أم أنثى لها أبعاد اجتماعية حسية نظرية موجودة في عالم الدنيا لهذا خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان وأعطاه جميع أنواع القوة، بالرغم من صغر حجمه وضعفه في هذا الكون الكبير والواسع وميزه بميزات فريدة في ذاتها عن باقي الموجودات الأخرى وهو العقل من أجل تعمير الأرض لهدف سامٍ ونبيل من خلال قوة إيمانه وقدرته على إيجاد أهداف لهُ في هذه الحياة والسعي وراءها بلا كلل ولا ملل من خلال البدل والعطاء الإيجابي والإيثار والتضحية بدون انتظار المقابل فلا تكن -أيها الإنسان- قوة مركزية طاردة بل كن قوة مرتكزة جاذبة يحب صاحبها جميع أنواع الخيرات في هذه الدنيا ولكل الناس بدون تحيز. فلا تكن متسلطًا في ظلم الآخرين لأنك ميت حتمًا وطال عمرك أو قصر فهو مردود لك في قبرك.

همسة: افعل الخير وارمه في البحر ولا تلتفت له حتى تنساه كي يبقى لك ذخرًا عند رب العالمين.



error: المحتوي محمي