صناعة القرار.. واتخاذ القرار

القرار هو عملية عقلية يقوم بها المدير لاختيار طريقة القيام بفعل معين من بين عدّة خيارات ممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار الأهداف المنشودة أو الطرق السليمة أو الآراء المناسبة لشخصية متخذ القرار، التي تحدد الهدف من اتخاذ القرار.

هناك فرق بين اتخاذ القرار وصناعته، فعملية صنع القرار تمر بمراحل متعددة من البحث والتحليل والمفاضلة مستندة إلى قيم ومعايير محددة، وإلى جمع معلومات عن المشكلات واستشارة المختصين واستعراض البدائل والنتائج المترتبة على كل بديل وكل ما نشعر به من خوف وتردد.

تُعد عملية صنع القرار عملية واسعة، فهي تتضمن أكثر من إجراء أو طريقة، وهذا يعني اشتراك أكبر عدد ممكن من الإدارات والوحدات في معظم مراحل صنع القرار. أما مرحلة اتخاذ القرار فهي عبارة عن وضع الحد الفاصل أو المرحلة النهائية لعملية صنع القرار، أي اختيار البديل الأفضل، ويقوم بها في معظم الأحيان شخص واحد أو هيئة واحدة كوزير التعليم أو الوكيل أو مدير المدرسة وغيرهم من الأفراد والتنظيمات ذات الصفة الشرعية في النظام، والتي يقع عليها مسؤولية اتخاذ القرارات، لذا فإنه يسهل في كثير من الأحيان التعرف على متخذ القرار، بينما تكون هناك صعوبة شديدة في معرفة صانع القرار.

إن عملية صنع القرار ليست اختيارًا سهلًا بين بدائل واضحة ومحددة، وإنما هي عملية مركبة ومتشابكة تستند إلى معلومات من مصادر مختلفة، والأهم من ذلك أنها تستند إلى قرارات سابقة، كما أنها تؤثر في قرارات لاحقة، ومن ثم فهي عملية متصلة بالوقت بصفتِه عنصرًا مهمًّا في صنع القرارات، فالماضي تظهر فيه المشكلات وتتراكم وتتجمع فيه المعلومات وتظهر الحاجة إلى صنع قرار معين أو موقف ما. والحاضر يظهر فيه كثير من البدائل التي يمكن أن نختار من بينها. والمستقبل هو الوقت الذي تنفذ فيه هذه القرارات.


الهوامش:
الخطط التشغيلية وفرق القيادة التعليمية ودورها في إشراك المعلمين في تطوير المدارس التشغيلية.

د. هاني آل غزوي
دار Oxford للأبحاث والنشر والتوزيع 2020



error: المحتوي محمي