نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظهما الله– وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية، ولمقام صاحب السمو الملكي نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود –حفظهما الله- وبعد أيام من إعلان ووضع حجر الأساس لإنشاء محافظة (المدينة البيضاء) غرب محافظة القطيف على مساحة (1277 كلم2) تقريبًا.
وبمناسبة صدور حزمة الأوامر الملكية الكريمة بناءً على قرار مجلس الوزراء واعتماد التوجه التنموي لجزيرة دارين وتاروت والمبادرات المستقبلية للجزيرة، وإنشاء مؤسسة تطوير جزيرة دارين وتاروت من محافظة القطيف، ويتضمن التوجه الملكي التنموي للجزيرة الواقعة على مساحة 32 كيلو مترًا مربعًا ويقطنها 120 ألف نسمة، تحديد المقومات والمزايا النسبية والتنافسية للجزيرة وفق ثلاث ركائز رئيسة، لرسم مستقبل جزيرة دارين وتاروت، وهي: المحافظة على الجانب الثقافي والتراثي التاريخي للجزيرة. وإحياء المواقع الطبيعية والبيئية. والارتقاء بجودة الحياة وتعزيز اقتصادها السياحي.
ولتحقيق مستهدفات التوجه التنموي للجزيرة طُورت أكثر من 19 مبادرة نوعية، فعلى الجانب الثقافي سيتم تطوير قلعة ومطار دارين كوجهات سياحية تراثية، وإقامة عدة مهرجانات ثقافية وتراثية في الجزيرة، بالإضافة لإنشاء مسارات متعددة للمشاة تتخلل المناطق التراثية في الجزيرة، وعلى الجانب البيئي سيتم إنشاء أكبر غابة مانجروف على ضفاف الخليج العربي، وإنشاء عدد من الفنادق والنزل البيئية في المناطق الطبيعية، بالإضافة إلى الارتقاء بجودة الحياة في الجزيرة عن طريق إنشاء الطرق والبنى التحتية والحدائق العامة والتي تتضمن عدة ملاعب ومنشآت رياضية حديثة.
كل ذلك يأتي امتدادًا لحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء بأن تشمل التنمية جميع المدن والمحافظات بناءً على الميزات النسبية لكل منطقة، ومثلها كذلك توجيهات ولي العهد بالعمل على معالجة جميع معوقات التنمية في جزيرة دارين وتاروت، خاصة في الجوانب البيئية والعمرانية، وتوفير فرص عمل وخلق الوظائف لأبناء المنطقة، ورفع إسهاماتها في الناتج المحلي من أجل رفاهية المواطن من خلال تطوير الأنشطة الاقتصادية والسياحية فيها، والاستفادة من الميزات النسبية والاستثمار فيها، ونقل الأنشطة الصناعية خارج جزيرة دارين وتاروت.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ بلادنا حكومة وشعبًا، إنه سميع مجيب الدعاء.
قاضي دائرة الأوقاف والمواريث ورئيس هيئتي التدقيق في محافظة القطيف والأحساء.