صدفة تعثرت بها زهراء محمد المحسن، في إحدى المكتبات، حولتها من مغمورة بالحرف وقراءته وجمعه بين دفتي دفاترها، إلى كاتبة لها إصدارها الخاص الذي تباهي به نفسها قبل الآخرين؛ لأنها استطاعت أن تكون مؤلفة يزين اسمها أحد الكتب الخاصة بها.
ففي 96 صفحة، جمعت زهراء 38 نصًا قصيرًا، من النصوص الأدبية التي كتبتها في أوقات وتواريخ مختلفة، وتحت تأثير مشاعر كثيرة متباينة، غلفتها جميعها تحت عنوان “لا مثيل له”، ليشهد هذا العام -2022- ولادة مؤلفها الأول.
حكاية في المكتبة
ولولادة مؤلفها حكاية كانت الصدفة هي البطل الرئيس فيها، تقول: “مررت يومًا بمكتبة واشتريت بعض الكتب وتبادلت أطراف الحديث مع فتاة الكتب، ولم أدرِ أنها “جمانة السيهاتي” نائب المدير في دار نَضد للنشر، وخلال حديثنا أخبرتها بأنني أكتب يومياتي وأشياء أخرى، ككتابات عفوية، كما أن حبي للقراءة والكتب يجعلني أشعر بالغبطة للمؤلفين”.
وتضيف: “واصلت الحديث معها وأخبرتها عن رغبتي في أن يكون لي كتاب يحمل اسمي، فتلك الرغبة تراودني كلما دخلت مكتبة، وبعدها تواصلنا مجددًا وأرسلت بعض كتاباتي لتقييمها، ومن هنا كانت بداية الرحلة لطبع كتابي وظهوره للنور”.
قصاصات مختلفة الأعمار
“لا مثيل له”، يجمع نصوصًا بأعمار مختلفة لـ”زهراء”، توضح ذلك بقولها: “اخترت في كتابي آخر النصوص التي كتبتها؛ بعضها منذ عام وبعضها منذ عامين أو أكثر، فقط نص”مختبر قديم” كتبته أيام الدراسة في جامعة الملك سعود.
وتمضي في حديثها حول مؤلفها بقولها: “الكتاب سيرة ذاتية تحدثت بها عن روح الشغف، ونصوص تحث على القراءة أو الترتيب أو تصحيح علاقاتنا، عن المرأة، عن الرحمة بالنفس، وعما يعزز خلافة الإنسان في الأرض وإنجاز مهمته بنجاح”.
وحول اختيار العنوان قالت: “مهما كبرنا وتطورنا تبقى مشاعرنا فتية وتصنع في نفوسنا شيئًا لا مثيل له، ومن هنا كان اختياري للعنوان”.
بعيدًا عن عالم الأدب
دراسة “المحسن” ووظيفتها بعيدتان عن عالم الأدب والكتابة، فقد درست كيمياء حيوية ومختبرات الطبية وتعمل منذ 13 عامًا في مستشفى الملك سلمان في الرياض، إلا أنها شغفت بالقراءة والكتابة منذ الطفولة.
محيط أدبي ومشجع
وقد كان لمحيطها العائلي دور كبير في توجهها الأدبي، تقول: “والدي يحفظ الشعر و يردده دائمًا أجد على طاولته كتبًا للقراءة، كما أنني في صغري كنت أستعير روايات “بنت الهدى” من بيت خالتي فقد كان لديهم مكتبة ومطبعة”.
ويبدو أن عالمها الأدبي لم يكن مقتصرًا على عائلتها، تضيف: “بعد أن كبرت بدأت في تبادل الكتب مع صديقتي كل واحدة منا تقرأ كتب الأخرى، وفي مرحلتي الجامعية كنت شغوفة بارتياد المكتبة، وقد قرأت في علم النفس والاجتماع والعديد من دواوين الشعر، إلى أن كبرت وأصبح عندي مكتبتي الخاصة المتنوعة”.
ومحيطها الذي شجعها لتكون قارئة، مد يده ليكون دافعًا ومساندًا لها في رحلة الكتابة، حيث ترجع تشجيعها لإظهار مؤلفها للنور لوالدتها التي وصفتها بـ”أكثر شخص شجعني،” وزوجها الذي عبرت عنه بـ”الصديق الدائم”، ولم تنسَ “فتاة الكتب” جمانة.
القادم “مهني”
تختتم “المحسن” حديثها بشكر الله على توفيقه لها في إنتاج إصدارها، وتقول: “الحمدلله، بالرغم من انشغالاتي الكثيرة بالعمل والدراسة وأطفالي، استطعت أن أنتج العمل الأول لي، وأرجو أن يكون القادم أكثر نجاحًا، فالكثير يراودني لأكتبه، وبإذن الله سيكون كتابي الثاني مهنيًا، سأكتب لأنني لا أريد لكلماتي أن تموت، أريدها أن تبقى لعل من يقرأها يجد بها شيئًا نافعًا”.