من العوامية.. زهراء هنيدي تحفظ تراث المنطقة في تقاسيم بـ«طلع نضيد»

لم تقف ذاكرة الواحة الخضراء عند توثيق المصورين، الذين اكتظوا على المزارع لالتقاط لحظة الزمن، فقد عكفت الفنانة التشكيلية “زهراء محمد هنيدي” على حفظ تراث المنطقة عبر لوحتها التي ولدت من المدرسة الواقعية في الفن، حيث جسدت عطاء البيئة بكامل تفاصيلها؛ من ملابس الفلاح، ولف الكر على الظهر، ودقة حياكة “الزبيل” بالتفصيل الدقيق، وانسياب الرطب منه لتفريغه في العربة، وتفاصيل الظلال، وانسجام ألوان البيئة، التي أضفت انطباعية واقعية على اللوحة.

هذا ما أظهرته لوحة “طلع نضيد” التي رسمتها هنيدي بألوانها الزيتية، وعلقتها على جدار المعرض الجماعي العشرين لجماعة الفن التشكيلي “تقاسيم”، التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف، بالتعاون مع بلدية محافظة القطيف.

حياة المزارع وولعه بالنخيل.. في لوحة
تحدثت هنيدي عن ملامح عملها الفني قائلة: “لوحة (طلع نضيد) رسمتها بألوان زيتية وجاءت بمقاس 90 70X لتعبر عن بيئة المزارع وحياته، وكذلك شغفه بالعمل وحبه لزراعة النخيل من الصغر إلى الكبر، وقد استغرقت في رسمها شهورًا عديدة؛ لأن العمل فيها لم يكن متواصلًا”.

ثروة.. لا تقدر بثمن
وعن رؤيتها التي أرادت إيصالها من خلال لوحتها، قالت “هنيدي”: “رؤيتي من خلالها هو الاهتمام بالمزارع والنخيل؛ حيث إن زراعته ثروة لا تقدر بثمن، وعندما يتقدم المزارع في السن لا بد من أن يكون هناك من يكمل بعده هذا العطاء، ليكون هناك من يزرع الشتلة ومن يقطف ثمرتها، لا سيما أنه في الوقت الحاضر بدأت المزارع تقل في المنطقة”.

مشاركة أولى.. وآفاق أرحب
وبينت “هنيدي” أنها المشاركة الأولى لها مع جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، بالرغم من أن لها مشاركات عديدة داخل وخارج المملكة، لافتة إلى أنها تعد من التجارب الجميلة التي أضافت لها الكثير من القراءات للوحات المختلفة، بالإضافة إلى التعرف على الفنانين مضيفة: “لقد كان معرض تقاسيم أشبه بمعرض لأسرة واحدة، فقد كان جميع المشتركين والقائمين على المعرض مثل الإخوة والأخوات”.

تجديد الذكرى
وأضافت: “أعادت لوحتي ذكريات الطفولة لدى زوار المعرض؛ فمنهم من تذكر طفولته ولعبه بين الأشجار والنخيل وهو ينظر إلى اللوحة، ومنهم من صار يشرح ما لفته في اللوحة إلى أولاده وبناته”.




error: المحتوي محمي