قصة بين عضوي شورى

أخي الفاضل نصر الله يا خير زميل

كيف حال الأدب الحائر في شتى الفصول؟

ما نسينا حين سَلَّمت علينا في الجبيل

بشعور رقٍّ كالنسمة في الشط الجميل

وشباب رفّ كالبرعم في الزهر الخضيل

ونشاط يستحثُّ الوفد، من كل قبيل

فإذا ما أقبل ((الجاسرُ)) من باب الدخول

خلفة ((إدريسُ)) يتلوه ((خميسٌ)) في الوصول

قمت بالواجب فيهم كمُعين ودليل

والذي تصنعه محض وفاءٍ لا فضول

شيمة الفاضل ما يأتيه من جذْرٍ أصيل

وكما كنت رأينا فيك طبعًا لا يزول

قلمٌ عفَّ عن الإسفاف والقصد الهزيل

أنت زخرفتَ به السحر على الهُدْب الطويل

نكهةُ التبغِ تراها لا يساويها البديل

ما أَحيلاك على الغليون تستجلى العقول

تشربُ الغليون والدُّخانُ ممتدُ الذيول

كم عبرتَ الأُفق والناسُ حيارى في ذُهول

بجناحٍ من دُخانٍ وبه تمحوا الخُمول

***

أين غليونك يا صاحِ وقد حان الرحيل؟

كيف ننساهُ على الكرسيّ في الحشد الحفيل؟

إنه في الحِرْز عندي رمزُ عنوان جميل

***

أنا في ((جُدة)) أشقى بين واشٍ وعذول

مثلما أنتَ تُعاني من دعايات الطُّبول

لك من أعماق قلبي صدق حُبي المستطيل

الشاعر الكبير محمود بن عبدالخير عارف، أديب وشاعر سعودي، رائد من منطقة تهامة، ولد في جدة عام 1907م، تلقى تعليمه بمدارس الفلاح، وعمل أستاذًا فيها، تنقل في عدد من الوظائف الحكومية، حتى عين في مجلس الشورى الأول بمكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز.

عمل رئيسًا لتحرير جريدة عكاظ في بداية قيام المؤسسات الصحفية، عضو سابق في النادي الأدبي الثقافي بجدة. تَحَصَّلَ على وثيقة الإبداع الأدبي من رابط الأدب الحديث بالقاهرة، وانتهت خدماته التربوية عام 1350هـ، ولكنه استمر في عضوية مجلس الشورى الأول بتوجيه من الملك فيصل بن عبد العزيز.

وقصيدة (نكهة من تبغ الغليون)، قالها في محمد رضا نصرالله الذي أصبح عضوًا في مجلس الشورى بعد إعادة تشكيله في عهد الملك فهد. ومناسبتها هي حضوره وعدد من أدباء شعراء الرعيل الأول حفل افتتاح الملك خالد مدينة الجبيل الصناعية سنة 1397هـ 1977م.

وقد كان محمد رضا نصرالله من المدعوين من قبل الأستاذ هشام ناظر وزير التخطيط وقتذاك.


المصدر: صحيفة الجزيرة



error: المحتوي محمي