قراءة في ذاكرة الزمن…
كانت رسلة التخرج من جامعة الملك سعود بالرياض
عام 1419-1418هج
وهي قراءة تحليلية وتطبيقية لقصيدة
وقفة على أطلال خولةْ
للشاكر الكبير السيد عدنان العوامي
والنص منشور في ديوانه الأول “شاطئ اليباب”
المطبوع عام 1412هج
والرسالة تسمى بمادة عرب 111
رسالة قصيرة..
وكان المشرف على الرسالة الدكتور عبد الله الغذّامي
الذي أشغل الوسط والمشهد الثقافي بالنقد والحراك النقدي وقتها..
وأذكر موقفين ما إلا عالقين مع هذا الدكتور الذي كان قامة علمية فارعة أعطت الكثير درسا.. وتأليفا.. ومحاضرات.. وفي النشر الإعلامي بشكلٍ عام
تعلقنا به كمعلم للمادة النقدية.. وعلم الجمال.. فاقت بنا من مشروعه النقدي تباعا..
الموقف الأول..
-حين سئل من مثلك الأعلى!!؟
فأجاب بكل شموخ وفخر قدوتي هو الإمام علي ع
وراح يتحدث عن هذه الشخصية السامقة
وقال اجعل مثلك الأعلى عاليا ويصعب الوصول إليه
حتى تستمر لديك روح الطموح والجد أكثر فأكثر
الموقف الثاني..
حين سئل عن علاقته بالسيد مصطفى جمال الدين الشاعر العراقي الكبير
والذي توفيَ سنة1996م
وكيف يصف نبأ رحيله!؟
عندها أطرق صامتًا بعض الوقت
ثم قال.. لو تحدثت لكم عنه دقيقتين لبكين
ولم يستطع البوح أكثر من هذا..
و جدنا كتابا للسيد مصطفى يهديه للغذامي
بصفه بالصديق الحبيب.. ويصبغ عليه من عبارات الثناء وألعق في العلاقة بينهما
أعود لورقة البحث.. ورسالة التخرج.. والتي تفتح لي نوافذ مشرعة على مرحلة الجامعة المتعة.. وهوايةجمع رسائل التخرج.. كنت الوحيد من بين تلك الثلة من الطلاب من يجمع ويصطاد تلك الرسائل.. وكنت أتتبع الشباب لأحصل على نسخة من رسالتهم التي قدموها للتخرج
وأذكر أن لدي أكثر من عشر رسائل لطلاب مختلفين
لأن الكثير لا يحتفظ بها وربما لاتكون لديه نسخة أخرى غير التي قدّمها للدكتور.. فتضيع عليه فرصة الاحتفاظ بها..
أتصور رغم بساطة الرسائل التي كنا نشتغل عليها
إلا أنها مهمة.. وجميلة جدا..
أخذني الحديث عن أن أتحدث مفصلا حول الرسالة
ومافيها من فصور أو عناوين وأفكار
الرسالة مكونة من 33صفحة من القطع الكبير بخط اليد
نشرت بعدها في مجلة الواحة في عددين متتاليين
وباختصار..
أثبت من خلال التحليل
أن خولة/هي الأرض/القطيف
أن طرفة بن العبد/سيد عدنان العوامي
وذلك لعدم ذكره في النص كاملا
بين المعلقة والقصيدة العوامية تعالقات حضارية وثقافية
و الوقفة على الأطلال.. ماهي إلا بداية الحركة واشتعال الذاكرة.. و الضجيج بين التذكر وإعادة إنتاج الآباء والأجداد.. وماتحويه الأمكنة من أحداث متحركة
وللحديث وقفات أخرى..
في النهاية أختتم ببعض أبيات من قصيدة الشاعر السيد عدنان العوامي….
سلاما سلاما منازل خولةْ
سلام الخليل تذكر خلّهْ
أتاك يفتش خلف الركام
عن الأمس دارا وجارا وخِلّةْ
عن امرأةٍ من أعزّ النساءِ
جلالا ورفعة قدرٍ ونِحلةْ
ومن أجمل الفاتنات الملاح
قواما وجيدا وثغرا ومُقلةْ
ومن أكرم الغيد حين العطاء
إذا الحال يسْرٌ أو الحال قِلّةْ