أن تصلَ متأخرًا أفضل من ألا تصل أبدًا! بهذه الكلمات نشدّ على أيادي القائمين على مبادرة إعادة تنظيم مقبرة تاروت. أيًّا كان حجم وفائدة التنظيم الذي حصلَ سابقًا، مع أن من عمل عليه لا يُغمط ولا يُجحد حقه، إلا أن التنظيم لم يكن كافيًا ليواكب أعداد سكّان جزيرة تاروت والحاجة إلى مقبرةٍ منظمة بشكلٍ جيّد!
التنظيم المرتقب، يخدم الحيّ والميت في آن واحد. فأنا – العبد الفقير – من سكان جزيرة تاروت وأغلب الظنّ أن يكون مدفني في هذه المقبرة. سوف يكون من دواعي سروري ـ آنذاك ـ أن يجد الأبناءُ والبنات والأحفاد قبري ويزورونني بكل سهولة، أحصل على ثواب وسرور الزيارة، وهم كذلك.
أما حال المقبرة – الآن – فهو أقرب للبعثرة والعشوائية، وكأنّ الموتى تمّ دفنهم كيفما اتفق، من ناحية ترتيب الممرات والمسافات، ما يستدعي الحذر الشديد عند البحث عن حبيب متوفى كي لا يتعثر الزائر أو تشتبك ملابسه في شيءٍ نافر، ويصَاب بأذى، لا سمح الله! والرجاء أن يحصل القسم الحالي – المشغول من المقبرة – بقسطٍ جيد من إعادة التنظيم ما أمكن.
هذا الجهد المرتقب أن يتم، لن يكتمل دون تعاون المجتمع في أولًا: تقبله، ومن ثمّ تطبيقه كما يطمح العاملون على مشروع التنظيم. الآن ترى كثيرًا من الزوار يحضرون أشياء؛ كراسي للجلوس وما شابه، تتبعثر ويتعثر بها زائرو المقبرة!
نصيحة للعاملين على هذا المشروع، ولا أستبعد أنهم سبقوني للعمل بها: استفيدوا من تجارب من حولكم من البلدات؛ كيف تمكنوا من تنظيم مقابرهم بصورة جميلة ورائعة، حيث كانت التحديات مشابهة لتحدياتِكم. ثم استفيدوا من عناصر المجتمع الشبابية في التنظيم الميدانيّ وتطوير موقع المقبرة الإلكتروني والأرشفة للأسماء الحديثة والقديمة، ما أمكن.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) – لما سأله داود الرقي: يقوم الرجلُ على قبر أبيه وقريبه وغير قريبه هل ينفعه ذلك؟ قال: “نعم إن ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية، يفرح بها”. أجزم أن هذا المشروع إذا تمّ كما يرتجى منه سوف تزداد وتتكاثر هدايا الأحياء للموتى، وبحمد الله الزائرون الآن هم كثر كلّ يوم!