الرعاية هي تقديم لوازم ومتطلبات الاهتمام والحماية والعناية وغير ذلك، مما يخص أمرًا ما من طرف إلى طرف آخر، فمثلًا عندما تضطرب صحة إنسان ما فإن من حوله يقدمون له الرعاية الصحية والتي تشمل إعطاءه الراحة وإبعاده عن عوامل الضيق والمرض.
وهنا تظهر ردة الفعل في كل من مقدم الرعاية والمقدم له الرعاية، فعادة ما يكون المقدم له الرعاية في درجة عالية من التحسس بما هو مصاب به ويتأثر بشكل كبير من الرعاية المقدمة ومستواها، فمثلًا أيضًا لو احتاج الطفل لدواء فإن إعطاءه الدواء من قبل الأقربين وخصوصًا الوالدين والجدود هو حالة استنفار وطوارئ وتحتاج لتدخل أكثر من شخص للقيام بها والطفل يرفض بشدة أخذ الدواء، لإحساسه بأنه يعطى شيئًا غصبًا عنه أو لأنه لا يستسيغ الدواء لمرارة طعمه، وهنا يكون الامتحان في الخوف (منه، له، عليه).
منه، أنه لن يقبل أخذ أي دواء مستقبلًا، ويكون ردة فعله عنيفة تجاه مقدم الرعاية وهذا ما يحصل دائمًا بعد إعطاء الإبرة (والتي مع الأسف أصبحت وسيلة لإخافة الكبار قبل الصغار عند القيام بالتأديب)، له أن حالته ستسوء إذا لم يأخذ الدواء وبالتالي إطالة أمد تقديم الرعاية وما يتبعها من تكرار إعطاء الأدوية، الخوف عليه من أن يسبب الدواء (شرقة) أن (يشرق) به الطفل ويفقد التنفس لا سمح الله.
وهنا صلب الموضوع، من الأفضل لتقديم الرعاية؟
هل هم الأقرباء؟ أم الأبعدون؟ بين الحب والجفاء شعرة دقيقة تُدخل الأهل في متاهة عظيمة، هل أقدم الرعاية وأنا في دوامة الخوف وبالتالي أكون مجحفًا ومقصرًا في تقديم الرعاية من غير قصد، أم أجعل غيري يقدمها والذي لن ينظر إلى العامل العاطفي في تقديمها وإن تسبب في الألم والبكاء الذي يؤثر في نفسيتي ويجعلني أربأ بنفسي عن تقديمها، هي دوامة لا تنتهي وتحتاج إلى وقفة نرجع بها لمثالنا عن الطفل.
فالرعاية التأديبية للطفل قد تقتضي منعه من الأجهزة الإلكترونية والتي يظهر فيها (الخوف منه) أن يكابر ويبدي مقاومة عنيفة في عدم قبوله بأخذ الجهاز منه، أو (الخوف له) أن يسبب أخذ الجهاز العزلة الفكرية والانعزال كردة فعل منه وهذا ما يحصل في بعض الأحيان، من (الخوف عليه) الآثار السلبية للأجهزة على عينه وجسمه وعلاقاته الاجتماعية، وفي الوقت نفسه لو أننا أوكلنا المهمة لشخص آخر من خارج دائرة الأبوين فإن الطفل سيرى ذلك إساءة له من قبل الوالدين وضعفًا في عدم الوقوف إلى جانبه وأنهما قاسيان وظالمان أيضًا.
أضف إلى ذلك، رعاية كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مسببة للألم والتي تحتاج تحريكًا ونقلًا وغيرها.
فما الحل المناسب؟
سؤال يطرح، ومنكم الإجابة إن شاء الله.