تَصَبَّر أيَّها القلب على الحزنِ
على عروقِ واحةِ خضراء
راسخةً بالنخلِ
يا بائع النخلِ
تمهَّل تمهَّل !
إنّ ابتسامتي كُسِرت
وأحتاجُ طينًا وفيًا يُرممُني كطينِ أبي
يا بائع النخلِ
لا تكن عارياً مع ضوء الفجرِ خلف النافذة
لا تتحدث عن يمامةٍ تُستضيءُ بشمعة
بل تذكر ••
كيف هو حُزن نخلةٍ حَيّةٍ بلا عُـذوق
لماذا أَصبَّحت لا تَضحك
وهـيَّ القطيف••
أصل النخيل
بدايات الربيع
وحقول الخُزامى
وارفـة الظــلال
أريج الأزهار وشذا الثمار ..
لأنك نسيتها..
خافت أن تَظَّل فارسةً غريبة
فطارت كطيورٍ مهاجرة ..
تتساقط في سلال الآخرين
ولتبقى عزيزةً
كان عليها أن تذهب
عليها أن تتلاشى ، وأن تكون غائبة
كي لا تكون تكراراً لا يفتقده أَهلُـه
أحبتّكَ
فصرتَ عليها شجاعاً
كطفلٍ يأمن حُضن أمـه
وحين حُزنها
مهما كانت بحّةُ التوبيخ
قلبُها يَضخُّ سنابلً وغدران فيَّاضة
لأنها تُشـبه الأم كثيراً
يا بائع النخلِ
لا تقطعْ حبلَ الوصلِ
فغدًا تُنسى
كـ نخلٍ يتسول تَمرة
وغداً لربما
تحتاج فأساً
لا يَقْطعك