إلى حَامِل النُّـورِ

إلى باني الأجيال ومُربِّيها ومُلهمِها، الأستاذ والمربي الفاضل زهير بن عبد الله القصاب، أبي حسن، رعاه الله وحفظه الذي عَلِمنا بتقاعده حديثاً، وواقع الحال أن المُعَلِّمَ رساليٌّ بطبيعته والرِّساليون كما هو معلومٌ لا يتقاعدون بل يواصلون رسالتهم المقدسة في ساحة البذل والعطاء، وينتقلون من صهوة إلى صهوة ومن مضمار تربوي إلى مضمار تربوي آخر، ويحملون مشعل النور والفضيلة حيثما حلُّوا وأقاموا، فلله درهم، أعلى الله تعالى شأنهم ومقامهم، وباركهم، وأمدَّهم بحولٍ منه وقوة، وأطال في أعمارهم، ووفقهم لكل خير وصلاح في خدمة دينهم ووطنهم ومجتمعهم.

أَشرِق بِنُورِكَ في…..
الآفاقِ شَمسَ هُدَى
واهطِل على الرُّوحِ ….
مِنْ علياكَ فَيضَ نَدَى

 

قُمْ طرِّزِ الحُلْـمَ ….
وازرع ألف سُنبلَـةٍ
وارعَى السَّنابـلَ ….
كي تَجني الثِّمارَ غدا

 

قُمْ أيقِظ الفِكـرَ ….
أشعِل في الدُّجى قبَساً
كيما تَرى الوعيَ …..
في الأجيالِ مُتَّقِـدَا

 

واسكُب زُلاَلكَ ….
رَقراقاً على مُهَجٍ …..
عطشى لفَيضِكَ ….
واروِ في الظَّما كَبِدا

 

ياحَامِل النُّورِ …..
قُمْ وانشر رِسَالتَه
سِفراً إلى الجِيلِ …..
فيهِ المَجدُ قد عُقِدا !!

 

قُمْ قَارِع الجَهـلَ ….
كي لا يَستَبِدَّ بِنـا
وطَارد الليلَ ….
حتى يَنمَحي بَددَا !!

 

أنتَ المُؤمَّـلُ …..
في إعلاءِ نهضتنا ….
فمَنْ سِواكَ غداً …..
يَستنهِضُ البَلَـدا ؟

 

أدِّ الرِّسالَـةَ في ….
عَزمٍ وفي جَلَـدٍ
كيما تَرى الجِيلَ ….
للعَلياءِ قد صَعدا

 

يا وَاهِبَ النَّشئِ …..
أخلاقاً ومَعرفَـةً
يا مُلهِـمَ الجِيـلِ ….
أترِع فِكرَهُ رَشَدا

 

أنفقتَ عُمـرَكَ …..
في تعليمِ ناشِئَـةٍ
جيلٌ يَلي الجِيـلَ …..
بالعِرفانِ قد شَهِدا

 

قالوا تَرجَّلتَ ….
كي تَرتاحَ بعد عَنـاً
ما أنصفوكَ ….
وما أنتَ الذي قَعدا !!

 

يَكفيكَ أنَّكَ ….
فوق الأُفْقِ بدرُ دُجىً !!
هذا شُعاعُـكَ …..
مُذ أشرقتَ ما خَمَدا !!

 

إيـهٍ زُهيـرُ …..
حبَاكَ الله مَكرمَـةً
فيكَ المناقِـبُ ….
أسفارٌ تَفِيضُ نَدَى !!

 

كم كُنتَ للخَيـرِ ….
سبَّاقَـاً ومُبتَدِراً !!
كم كُنتَ للهِ في ….
مَسعَاكَ مُجتَهِدا !!

 

كم كُنتَ بالذِّكـرِ ….
مَشغُولاً ومُشتَغِلاً !!
وكُنتَ للدِّينِ …..
مِرآةً تَشُفُّ هُدَى !!

 

لَمْ يُثنِكَ الزَّيـفُ ….
ما أغرَاكَ باطِلُـهُ
بالحَقٍّ مُستَمسِكٌ ….
مهمـا عليكَ عَدا !!

 

أولاكَ ربُّكَ مِن ….
فضلٍ ومِنْ نِعَـمٍ
حزتَ الفَخارَ فقُمْ …..
كي تَرتَدِيهِ رِدَا !!

 

كادَ المُعَلِّـمُ أنْ …..
يُمسِي رَسولَ هُدَىً !!
في العالَمِينَ ….
وَوحياً للإلـهِ هَدَى !!

 

لولا المُعَلِّـمُ ما …..
شَعَّت لنا قِيَـمٌ
لولا الرِّسالـةُ ….
ربُّ البيتِ ما عُبِدَا !!

 

يا طالبَ العِلْـمِ …..
إن شِئتَ الوَفاءَ لهُ
قُمْ للمُعَلِّـمِ ….
قَبِّلْ جَبهـةً و يَدا !!

 

بُورِكتَ مِنْ فاضلٍ ….
شَعَّت مآثِـره
فاكتبهُ يا رَبَّنـا …..
في زُمرةِ السُّعَدَا



error: المحتوي محمي