خلال 61 دقيقة خلق فريق OVAMIX Anime، أجواء قطيفية كاملة، تنتقل بالمشاهد لفيلمهم “سلوم” في شوارع القطيف ليمر على أبرز معالمها، فالعين لا تخطئ أبدًا وهي ترى الكثير من الشواهد الحضرية أو التراثية البارزة في القطيف وجزيرة تاروت، والأذن لا تخطئ اللهجة العامية الدارجة لأبناء المنطقة، حتى الأحداث والأماكن العامة تحكي واقع المنطقة، وجزءًا من يوميات بعض أبنائها.
كل ذلك اجتمع في فيلم الأنيمي السعودي “سلوم”، وهو فيلم سينمائي يعرض على موقع يوتيوب، برسوم واقعية، ويعد الفيلم الذي تدور أحداثه داخل أحياء منطقة القطيف بطريقة مبتكرة هو الأول من نوعه في القطيف.
“سلوم”.. واقع أنبت الفكرة
أحداث الفيلم، تدور حول شاب في عمر المراهقة يدعى “سلوم”؛ رياضي وذكي ومتفوق، إلا أنه يمتلك صفة نهى الدين الكريم عنها، كما أنها جعلت جميع من يعرفه أو حتى من لا يعرفه يكره وجوده أو اقترابه منه، فانعدام النظافة لديه حوله إلى شخص يصعب التعامل معه أو مخالطته، إلا أن الأحداث تمر وتتحول لتحمل تغيرًا في الشخصية، نتيجة حدثٍ مفاجئ وعابر.
وحول فكرة القصة التي بنيت عليها أحداث الفيلم، قال صاحب الفكرة أمين النمر لـ«القطيف اليوم»: ولدت الفكرة في مخيلتي من عدم اهتمام بعض الشباب بالنظافة الشخصية، خصوصًا في الأماكن العامة والتجمعات مثل بعض الأماكن الرياضية وغيرها.
وأوضح النمر أن الفيلم يعد من أفلام الكوميديا والدراما في آن واحد، وهو موجه للكبار فوق عمر 12، مشيرًا إلى أنه لا مانع من مشاهدة الأطفال لكن بتوجيه وإرشاد من الكبار.
أنيمي قطيفي
استخدم الفريق لتنفيذ الفيلم أسلوب الأنيمي، وهو أسلوب يستخدم في بعض أنواع الرسوم المتحركة ويعتمد على الرسم الدقيق بعناية بعكس أفلام الكرتون التي تعالج الفكرة برسوم هزلية ولا تتطلب دقة في الرسم.
وعلى الرغم من أن الأنيمي كان يشار له سابقًا على أنه نوع مخصص لأفلام الكرتون اليابانية، إلا أنه مؤخرًا برزت العديد من أفلام الأنيمي العربية، لكن قلّ أو ندر أن تشاهد فيلمًا من هذا النوع بطابع قطيفي، خصوصًا في اللهجة.
وحول اعتمادهم على اللهجة القطيفية، أجاب النمر: أحببنا أن نبرز لهجتنا داخل المملكة أو الخليج العربي أو حتى الوطن العربي لأن الفيلم يخص المنطقة ونحن نعتز باللهجة القطيفية لأنها محببة للنفس ولأذن المتلقي كما أن البعض يستشعر فيها موسيقى خاصة.
تمخض في عامين.. وأنجبته “ساعة”
الفيلم الذي عمل عليه الفريق الذي يترأسه أمين النمر كصاحب فكرة، وحسين إبراهيم في الرسوم والإخراج، لم يولد بسهولة، ولم ينتج في وقتٍ قصير، ففريق OVAMIX Anime بدأ عمله على الفيلم من قبل بدء جائحة كورونا، إلا أنه توقف نظرًا لظروف الجائحة ثم عاد ليكمل مسيرته بعدها، إلا أن العديد من الأشغال حالت بينه وبيّن ظهوره مبكرًا.
يقول النمر: كان الوقت أكبر مشكلاتنا لأننا كنا نوقف العمل أحيانًا بسبب الأعمال الخارجية والخاصة لبعض الشركات والمؤسسات والإعلانات فقد كنا نعمل لفترة طويلة في الإعلانات لبعض الشركات، كذلك تسببت بعض مشكلات التسجيل الصوتي لبعض الشباب المشاركين معنا في تأخير الإنتاج، فلكل واحد منهم ظروفه حيث كنا أحيانًا نضطر لتأجيل التسجيل لغياب أحد الممثلين، إلا أننا في النهاية كفريق استطعنا تجاوز ذلك والظهور بفيلم “سلوم” إلى النور.
لمشاهدة الفيديو