مع الانفتاح الذي يعيشه الوطن على ومع مختلف أقطار الأرض وشعوبها، والتلاقي على مختلف مسارح الحياة، علينا أن نظهر الصورة الجميلة والصفحات المشرقة التي يقرأها الآخر على رمالنا وصحارينا وفوق مياهنا وعلى تقاسيم وجوهنا.
الرياضة هي إحدى الوسائل المشتركة بل الأكثر اهتماماً وأهمية، ومن النسبة الأكبر من الشعوب، ولا نبالغ لو عرفنا أن البعض يتابع رياضات بعض الدول ولا يهتم كثيراً بما يجري في بلده، لأنه يجد ضالته هناك من الاستمتاع والفائدة وله حجته الدامغة حين يرى الفرق في كيفية جعل الرياضة ثقافة وليس فقط منافسات بين متنافسين.
الرياضة هي إحدى المشاهد القوية التي تجعل الطرف الآخر هنا أو هناك يحكم على شعب بأكمله إيجاباً أو سلباً من خلال ما يشاهده ويسمعه، أو أن تأخذه التكنولوجيا إلى مساحات أرحب من بلد معين دون الحاجة للسفر والسياحة، فيخرج بصورة متكاملة يستطيع من خلالها الحكم على البشر والحجر والمذر.
لذا فإن مسؤوليتنا هي أن نظهر الوجه الجميل لبلدنا على اتساعه من خلالنا نحن كشعب وكمهتمين وجماهير ومسؤولين وممارسين للرياضة.
نعيد ونكرر كما قلنا مراراً أننا وللأسف نمارس الرياضة خلاف ما يجب أن تكون عليه، ونظهرها بصورة مرعبة، سواء على العشب أو تحت أسقف الصالات ونخص هنا كرة القدم وكرة اليد في بلدنا الحبيب كونهما الأشهر والأكثر متابعة، والأدهى والأمر؛ ما يجري في المدرجات وعلى قنوات التواصل، حتى غدت هماً ثقيلاً يقلق مسؤولي الأندية بالذات، وهو يتحول شيئاً فشيئاً إلى معضلة، مما يستدعي إلى الاستعجال بالحلول.
أن يترك الأمر على ما هو عليه من تجاذبات سلبية لمجرد فوز وخسارة في مباراة بحيث تصل الأمور لدرجة التناحر على ساحات المواقع، فهذه حالة جدية تستدعي إيقافها عملياً، لا أن يهدأ الوضع ليوم أو يومين ثم يعود لما كان عليه.
كلنا ثقة في حكمة وبصيرة مسؤولي وزارة الرياضة وعلى رأسهم سمو الأمير الخلوق عبدالعزيز بن تركي الفيصل في أن تتم مراقبة ما يجري على الساحة الرياضية ميدانياً وإلكترونياً ثم دراسة ذلك ومعالجته، واتخاذ القرارات التي من شأنها أولاً تهدئة الشارع الرياضي، وإيصال مفاهيم الرياضية بطريقة تتماهى مع رياضات العالم المتحضر، وثانياً تفعيل ما من شأنه تقويم الوضع بالردع والمنع، تحاشياً للانفلات.
لا خاسر في الرياضة. لا الفائز ولا المهزوم. الجميع رابحون ولكننا لا ننظر سوى من خرم إبرة متطلعين للغلبة فقط وليس لجني الأرباح الذاتية والجماعية المتعددة. لن يكون للانتصار ولا تحقيق البطولات طعم ولا لذة أو فرحة وهي تخلّف وراءها تشنجات وعداوات وخلافات تترسخ للأسف في القلوب وتملأها بالبغضاء لبعضها البعض، ونحن نحسبها طقطقة وتعليقات مؤقتة بينما هي تأخذنا نحو التنمر والافتراس.