أرجع الاختصاصي النفسي الإكلينيكي بمجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام خالد مريط، بعض المشكلات الجسدية؛ كالصداع والتوتر ومشكلات القولون والمعدة، أو النفسية؛ كالقلق والتوتر وسرعة الانفعال، والحساسية الزائدة التي تجعل بعض الموظفين في النهاية يصدرون بعض السلوكيات غير الملائمة، إلى ضغوط العمل التي يتعرضون لها داخل بيئتهم الوظيفية.
وأكد “مريط” أن تلك الضغوط يظهر تأثيرها على الناحية الجسدية من شكاوى بدنية وغيرها، كما أنها تترك بصمتها على الناحية النفسية وتتجلى في الشعور بعدم المتعة أثناء تأدية المهام الوظيفية وعدم الثقة بالنفس في القدرة على الإنجاز، مضيفًا: “إن آثارها تطول أيضًا الناحية السلوكية، حيث يشعر بعض الموظفين بعدم الرغبة في العمل والتهرب من المسؤوليات وتأجيل العمل، أو قد يعانون من مشكلات مع الزملاء والرئيس أو مشكلات مع المنظمة التي يعملون بها، مشيرًا إلى أن تلك الآثار قد تؤثر على الحياة الأسرية والحياة الشخصية.
وعرّف مريط -خلال استضافته من إدارة الشؤون الأكاديمية بشبكة القطيف الصحية-، ضغوط العمل بأنها مجموعة من المواقف والأهداف التي تحدث داخل بيئة العمل وتؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الموظف؛ مؤكدًا أنها تؤثر على رغبته في العمل، ودرجة استجابته لما يكلف به من جانب رؤسائه، وعدم القيام بالمهام الموكلة إليه على أكمل وجه، والتهرب من العمل.
وتوسع في حديثه عن ضغوط العمل، خلال ورشة “إدارة ضغوط العمل والاحتراق الوظيفي” التي قدمها ضمن برنامج “نلتقي لنرتقي” لدعم الموظفين، وحضرها مجموعة من كوادر المراكز الصحية ومستشفى القطيف المركزي، منوهًا بأنه يمكن تقسيمها إلى ما يتعلق بالدور والمهام والمسؤوليات المناطة بالموظف وما يتخلله من صراع الأدوار مع بقية الموظفين، وكذلك ضغوط عن طبيعة العمل، وما يتناسب مع الوظيفة والمكان الذي يعمل فيه.
وأضاف: “هناك أيضًا ضغوط ناتجة عن إدارة الوقت وضغوط تنتج عن المطالب غير الواقعية وضغوط تتعلق بنقص الجانب المعرفي للعمل والخوف من الوقوع في الأمن الوظيفي ومستقبله المهني.
وتطرق “مريط” إلى الاحتراق الوظيفي، معرفًا له بأنه إجهاد مزمن في مجال العمل لم تتم إدارته بنجاح، مضيفًا أنه ينقسم إلى؛ إجهاد نفسي، إجهاد زهني، وإجهاد جسدي؛ حيث يكون الشخص دائمًا معرضًا لاستنفاد الطاقة، بالإضافة إلى مداومته على انتقاد العمل وإظهار السلبية وعدم القدرة على القيام بدوره، ومن ثم لا تتوفر فيه الكفاءة المهنية المطلوبة، وهو مرض ينتج عن ضغوط العمل المستمرة، ويفقد فيها الشخص المشاعر الإنسانية والهدوء الذي كان يتمتع به في السابق أو تفاعله مع الآخرين، بالإضافة إلى الخلل الذي يصيب مشاعره فيحس دائمًا باستنزاف العمل لطاقته.
وأوضح أن الاختصاصي النفسي الأمريكي “هربرت” يعد أول من طرح هذا المصطلح وتحدث عن ضغوط العمل، وذلك من خلال دراسة قام بها على فريق العمل الخاص به؛ حيث إنه لاحظ بعض الأعراض عليهم نتيجة ضغوط العمل والاحتراق الوظيفي، من آلام مختلفة كشكاوى بدنية وأخرى من آلام في المعدة وغيرها.
وأوصى “مريط” الموظفين بأنه عند شعورهم بأنهم وصلوا إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي، أوصاهم بضرورة التحدث مع الشخص القريب كالمدير أو الزميل أو حتى المختص، مشددًا على أنه حتى لا تتفاقم تلك المشكلات لا بد للموظف من ألا يحرج من استشارة الطبيب والاختصاصي النفسي.
وقدم بعض النصائح والإرشادات في العمل، ومنها؛ إدارة الوقت، والمنطقية في تفسير الأحداث، وتحديد المهام والمسؤوليات، والتوكيدية كيف تقول لا، والمسؤولية الشخصية في العمل، وعدم حمل مشاعر الآخرين وأخطائهم، والتدريب على فنية حل المشكلات، والتنفس العميق، والمواجهة.
وتخلل البرنامج؛ ورشتا عمل؛ ورشة التدريب على اليقظة الذهنية، وورشة التدريب على الاسترخاء، كما صاحب ذلك ورشة عمل مواصفات للبيئة الإيجابية بالعمل وأهم ضغوط العمل وآثارها النفسية والاجتماعية والمادية التي تؤثر على أداء الموظف وإنتاجيته ودافعيته للعمل.