الاستشاري محمد الدحيلب: سرطان الثدي ليس حكرًا على النساء ويصاب به الرجال.. والسمنة تزيد من فرص الإصابة

ذكر استشاري الجراحة العامة وجراحة أورام الثدي محمد عبدالرزاق الدحيلب أن سرطان الثدي ليس حكرًا على النساء فقط، ويصاب به الرجال أيضًا، وبحسب الدراسات العالمية أن مقابل كل 100 سيدة مصابة بسرطان الثدي هناك رجل واحد مصاب، مشيرًا إلى أن الرجال غالبًا لا يقدمون على زيارة طبيب جراحة الثدي إلا بعد وجود الأعراض ولا توجد توصيات عالمية للفحص المبكر أو الوقائي للرجال لنسب الإصابة القليلة إلا إذا تواجدت خدمة فحص الجينات ليكون مدخل متابعة للذين لديهم خطورة أعلى بالإصابة بسرطان الثدي.

وبيّن أن وجود أعراض الإصابة بسرطان الثدي للنساء والرجال ليس فقط كتلة، فقد يأتي بأشكال مختلفة كتغيرات في الجلد، احمرار أو تقرحات، تغير شكل الجلد كقشرة البرتقالة، وتغيرات في الحلمة انسحاب أو تقرحات أو إفرازات من جهة واحدة ودموية، لافتًا إلى أن من الأعراض المتقدمة كتل في الإبط وليس الثدي.

وأكد “الدحيلب” أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي وهو الأكثر شيوعًا بما يمثل 30% من أنواع السرطانات الأخرى ولكن إذا تم اكتشافه في مراحله المبكرة تصل نسبة الشفاء إلى 95%، منوهًا بأن الفحص المبكر لاكتشاف المرض قبل بداية الأعراض هو الهدف الأساسي والذي يظهر من حملات التوعية بسرطان الثدي وتكثيف الدعوات بالدعوة إلى إجراء فحص الماموجرام.

وأوضح أن فحص الماموجرام يبدأ في سن الأربعين عامًا مرة واحدة سنويًا بغض النظر عن التاريخ العائلي، مشيرًا إلى أن وجود تاريخ عائلي لا يعد السبب الوحيد لزيادة الإصابة بسرطان الثدي بل توجد أسباب كثيرة أخرى.

وتحدث عن أهم العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي والتي تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ومنها عوامل لا يمكن التحكم بها كون المرأة بحد ذاتها معرضة للإصابة بسرطان الثدي، وكذلك عوامل يمكن التحكم بها، بينما المجموعة الثالثة عوامل قد تثبت أو لم تثبت بحسب تفاوت الدراسات في إثباتها أو إثباتها بعلاقتها بالإصابة بسرطان الثدي، مؤكدًا على أهمية الالتفات للفحص الذاتي شهريًا والاهتمام بالثدي.

وتطرق إلى آلية الفحص المبكر للثدي للرجال والنساء قائلًا: “للآن لا توجد توصيات عالمية للفحص المبكر للثدي لدى الرجال لنسبته الضئيلة التي لا يعتد بها ولكن إذا لوحظت تغيرات يوصى بزيارة الطبيب المختص لإجراء اللازم”.

وبالنسبة للنساء، وجّه بالالتفات إلى نسبة الخطورة وهل السيدة التي زارت الطبيب تحمل خطورة لزيادة الفرصة للإصابة بسرطان الثدي سواء كانت الخطورة متدنية أو عادية أو عالية.

وأكمل بأن هناك بعض الوسائل والمعايير التي يستخدمها الأطباء المختصون والممارس الصحي للحصول على نسب تقريبية لمعرفة نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، مبيّنًا أنه عند ظهور نسبة 20% وما فوق لدى المرأة تكون حالتها ذات خطورة عالية جدًا، مشيرًا إلى أن نسبة 10% غالبًا تكون الخطورة عادية وجميع التوصيات مع اختلاف النسب تدعو إلى فحص الماموجرام في عمر الأربعين سنويًا وبدون أعراض، إضافة إلى الفحص السريري كل ستة شهور للنسب العادية بسن الأربعين والنسب عالية الخطورة بعمر 25 وما فوق، وكذلك لمن أظهر الفحص أنهم لديهم تاريخ مرضي عائلي بوجود طفرة جينية يتحتم عليهم فحص الجينات من أبناء ذكورًا وإناثًا وأخوات وخالات.

وألمح إلى أن الطفرات الجينية تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي للنساء والرجال.

وكشف أن السر وراء زيادة خطورة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء عند حدوث الطمث في سن مبكرة وانقطاع الدورة الشهرية بسن متأخرة وعلاقته بتزايد الفرص للإصابة يعزو إلى العلاقة الوثيقة لهرمون الإستروجين والتعرض بنسب عالية منه لكن علينا ألا نغفل عن العوامل الأخرى.

وأضاف أن الدراسات أثبتت أن حبوب منع الحمل والتي تتكون من هرمونات ثنائية إستروجين وبروجسترون واستخدامها لفترات طويلة تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي للتعرض الزائد لهرمون الإستروجين علمًا بأن استخدامه لفترة بسيطة لا يعتد به طبيًا، مؤكدًا على ضرورة استشارة طبيب النساء والولادة قبل استخدام حبوب منع الحمل وتجنب الاستخدام العشوائي.

واستطرد بأن الاحتياج للعلاج الإشعاعي لعلاج الأمراض كأمراض سرطانات الدم والغدد الليمفاوية قد ترفع الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو سرطان الثدي.

ونوه “الدحيلب” بأن عمليات تجميل الثدي لا تزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي لأن التجميل يكون باستخدام أنسجة الجسم الطبيعية ولا ضرر منها، مبيّنًا كذلك أنه لا ضرر من استخدام مواد صناعية كالسيلكون عندما يكون من النوع الناعم، لافتًا إلى أن الأورام الليفية والخراجات في الثدي لا تتحول إلى سرطان الثدي.

وعن تناول بعض الأغذية مثل فول الصويا وزيت الصويا والإصابة بالمرض قال: “لم يثبت ارتباط الأغذية بالإصابة ومن الأفضل التوازن الغذائي”، مؤكدًا أن السمنة والتغذية غير السليمة مرتبطة بسرطان الثدي؛ لأن المنتج الأساسي لإفراز هرمون الإستروجين هو السمنة من الدهون المتراكمة.

وأردف أن الكحول والتدخين مثبت أن استخدامها يعرض للإصابة بالسرطان، منوهًا بأن مزيلات العرق ونوعيتها لم تثبت الدراسات أنها تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي.

وعلق على مقولة أكثر السيدات المصابات بسرطان الثدي بأنهن سيقمن بتجويع الخلايا السرطانية بعدم تناول السكريات وعدم الخضوع للعلاج قائلًا: “النظرية من واقع وجميل ومنمق لكن تطبيقها ليس واقعيًا وهناك علاج مختص للقضاء على الخبيث”، مؤكدًا على أهمية الاعتدال في تناول الغذاء.

واختتم “الدحيلب” الحوار بالدعوة إلى المحافظة على الوزن المناسب وتناول الغذاء السليم وممارسة الرياضة المعتدلة لساعتين ونصف الساعة أسبوعيًا كالمشي والسباحة وركوب الدراجة لمساهمتها في تقليل فرص الإصابة بجميع أنواع السرطانات.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته جمعية الأمل لمكافحة السرطان بالقطيف بالتعاون مع تجمع الشرقية الصحي، بعنوان “هل لدي عوامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي؟”، وتحت شعار “قربناها وصارت أسهل” والذي أدارته باسمة الغريافي، وذلك يوم الاثنين 6 ربيع الثاني 1444، عبر حساب الجمعية بالإنستغرام.



error: المحتوي محمي