صبابة عاشق..
وجدت وريقات ثلاث
لشاعر رقيق.. كان زميل الدراسة بجامعة الملك سعود بالرياض.. وسأنتخب مقطوعة منها أفتتح بها حكاية هذه الورقة..
قال الشاعر:
يا صاحبي ما لي أراكَ مضاما
وعلامَ صدّك يا (عليُّ) علاما
أسئمتنا حتى مللت جوارنا
أوَهل نسيتَ صحابةً ومقاما!!
لا تجرحنّ فؤاد خِلّك إنهُ
يكفيه من نُوَبِ الزمان سقاما
يكفيه ما أنت العليم به فقد
أهدى له الكفر اللعين سهاما
ما عدتَ ترسمُ فوق ثغركَ بسمةً
تجلو ظلامًا خانقًا وغماما
ما عدتَ أنت كما عهدتك مخلصًا
صافي المودةِ والإخاءِ دواما
لا تحسبنّي ساخطًا بمقالتي
ومعاندًا.. ومعاتًبا.. لوّاما
لكنّما سيماء وجهك آيةٌ
لي قد تراءت أنّ فيه ملاما
ولسوف تبقى للفؤادِ حبيبهُ
ولنهج دربي في الحياةِ إماما
ما قلتُ شعرًا بل صبابةُ عاشقٍ
أهدت إليك تحيةً.. وسلاما
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
كُتبتْ على عَجَلٍ إليك ختاما
نعم.. بمثل هذه الحروف الشفيفة.. واللغة العابقة.. يكون العتب بين الأحبة.. والأصدقاء..
هي تحيلني لقائلها..
الأستاذ الرائع
محمد علي العمران
من أقمار الجارودية الحبيبة..
شخصية تأسرك بهدوئها.. ووعيها.. وجمال روحها
ومن حسنات الدهر أني التقيت.. مع زملاء الدرب والزمالة الجامعية.. حيث كان من رواد.. ملتقى شعراء المهجر الجامعي بالرياض.. 1414هج-1418هج
الأستاذ محمد.. مثال للإنسان المؤمن الواعي واللبق..
يزيدك وجهه حسنا.. إذا مازدته نظرا
وهو ممن تسكن الروح إلى اللقاء بهم وتأنس المشاعر بالحديث إليه.. يملؤك جمالا وثقافة وأدبًا رفيعا
ومازلت أتذكر أولى لقاءاتي به..
كيف كان يحدثنا عن والده المرحوم..
مما أثار فضولي وأنا أعد هذه الورقة لاستعادة شيء من عبق هذا الوالد العظيم..
تواصلت مع الأستاذ أيمن العمران.. وحدثي عن والده بالكثير من النقاط.. أجمل بعضها هنا..
الحاج الأستاذ علي العمران
-تعلم في الكتاتيب عند أبي زاهر الحبيل
-أصيب بالعمى في سن الحادية عشرة من عمره
-واصل تعليمه النظامي.. حتى تخرج من معهد النور
للمكفوفين بالقطيف بشهادة دبلوم
-عمل مدرسا بنفس المعهد.. إلى أن تقاعد عام 1408هج
– رغم فقده لبصرة، كوّن مكتبة مليئة بالكنوز المعرفية والنفائس العلمية
-لقد قيّض الله له صديقا كان سندا له.. وعينه الباصرة.. يعينه على قراءة صفحات الثقافة وهو أبو مجتبى
-كتب عدة تعليقات وهوامش على بعض الكتب والرسائل..
منها تهميش كتاب شرح النهج لابن أبي الحديد
حقا.. فهذا الأب.. وبهذا الطموح.. كان لابد أن يفرز أبناء عظماء
كالأستاذ محمد.. وأخيه الأستاذ أيمن العمران..
رحمك الله أبا محمد.. وجعل أولادك خير خلف لخير سلف
أما عن حبيبنا الأستاذ محمد.. وحكاية الورقة.. وبكل أسف فقد ابتعد عن الكتابة الشعرية.. واتجه لغيرها من المواهب كقراءة القرآن الكريم وغيرها
فخسرناه شاعرا رقيق العبارة.. ومازلت أحتفظ ببعض قصاصات شعره النادرة
وأختتم هذه الورقة ببيتين من يراعه
إذا اختلف الناس في أمرهم
تمسك يقينًا بحبلِ الهداةْ
وإن غرقَ القومُ في غيّهم
فسِرْ للجنانِ( بفلك النجاةْ)