أمي من فريق الأطرش (28)

يتهادى في مشيته كمشي الحمام، وعند الطلب ينطلق كالغزال، مسالم، كاف، أليف، لطيف، يفهم لغة الإشارة ونغمات اللسان، لا يتذمر لا من قسوة برد ولا من شدة حر، حاضر في كل وقت وتحت أي مهمة نقل، يمخر عباب البحر وموج الرمل، ويرتقي المرتفع ويمشي في وجه الريح، يجوب طرق الزرع والحصى والطين، متجاوزًا الوحل والحفر والأشواك، بصلابة ظهر وقوة بأس وتطواف تحت هجير الشمس، متحملًا سياط العناء وعصي الشقاء، يسترد أنفاسه من تعب وثقل أحمال.

يعاود الكرة مرات ومرات دون ضجر أو ملل، مدلل عند صاحبه، لا يستغني عنه يومًا، فالاعتماد عليه كبير، هو أنيس الدرب ورفيق الحقل وعند الحمولات حاضر، جلده يعكس ضوء الشمس من شدة بياضه.

هل قلبه أبيض؟ يرق لم يحسن إليه ويستشعر لمن يطعمه، أم في ذهنه نزق المجانين وسمات العقلاء.

شبه بالمتخلف ووصف لمن لا يفهم أنه غبي مثله، تلك نظرة مشينة بل شتيمة ظلم على مر العصور، فما طلع نهار إلا وتبسم في وجه صاحبه، واقفًا على أهبة الاستعداد، ساكنًا في حراك، جاهزًا للخدمة والترحال.
يا أيها المخلوق العجيب الفريد منذ ولادتك وأنت منذور للكد والعمل، نقلت حجر البحر وقلات التمر
وحملت المسافرين على ظهر الموج، من الجزيرة للبر.

بار بصاحبك وأي صحبة أنت آخذها على عاتقك،
شهادة الفلاحين بأنك المخلص الوفي الأمين.
أصحيح تلك الأوصاف تليق بك يا أبا صابر أم لك جوانب خفية؟ أهلًا بك أيها الحمال والمقدام في حومة ميادين الأعمال.

سنقص ما قيل عنك من مشاهد واقعية حدثت في ربوع بساتين فريق الأطرش، وشهدت جولاتك والنكبات، أأنت البطل المحبوب المدافع الغيور، أم أنت المنتقم الغادر المتوحش، أم تحمل الوجهين معًا، تلك وقائع شهدت بأنك مطية ذهبية للأزمنة الغابرة.

المشهد الأول: بسرد لا يخلو من الحماسة في الكلام والتمثيل الحركي، يقص خالي حسين آل هبوب، عن حمارة عجيبة، يصفها بالجبارة، ولم ير
طوال عمله في مهنة الفلاحة مثلها من بين الحمير.

مؤكدًا أن الحمير بصفة عامة مرهونون للخدمة بطاعة عمياء، مستجيبون للغة الإشارة ولكزة العصا على الرقبة وتربيت الظهر وفهم التلفظ بنغمات الصوت.
منذ ريعان الصبا وخالي منخرط في الفلاحة يساعد عمه زوج أمه الحاج محمد حسين آل سالم مع أولاده غير الأشقاء جاسم وعباس، والأخير رافقه طوال شهر رمضان لبيع الحشائش والخضار في سنابس من عام 1968م، يدرعان الأزقة والدروب الضيقة بالتحريج على بضاعتهما عصرًا، يكسبان بضعة قروش بعد أن بح صوتهما، وعندما يلوح الشفق يرجعان إلى المزرعة المسماة بـ”أم الشعير”.

ذات مساء دخلا “المعامرة” ولم يكن بها أحد، لا الحاج محمد حسين ولا ابنه جاسم، فهما مشغولان في البيت بتجهيز الفطور وتحضير مجلس القراءة الليلية ويشاركهم سفرة رمضان قارئ القرآن علي العليوات.

بدأ الظلام يتسلل نحو المزرعة الواسعة ويحيل ألوانها الزاهية سوادًا، وبعد أن نزلا الاثنان حسين وعباس من الگاري هالهما منظر العجول
السارحة على طول المزرعة متسائلين في الوقت نفسه من فك (رسنهم) قيدهم وأخرجهم من الزريبة، تملكتهما الحيرة، هل يذهبان للبيت لتناول الفطور ثم يرجعان أكثر قوة للإمساك بالحيوانات السائبة، لكن حسما أمرهما واقتنعا بعزم على اصطيادهم حالًا، لئلا يضيع الحلال
في ظلام الليل.

انطلقا لمحاصرة كل عجل على حدة، لكن كلما ركضا خادعهما عجل كمراوغة ثعلب يفر منهما برفس وركل، لحظئذ رأت الحمارة المطاردة الخاسرة فلم تتمهل نفضت من فوق ظهرها “الگاري” وأطاحت بالبردعة “العدة” جانبًا وانطلقت “مثل المخباط” كالأسد المفترس تهجم على العجل وتقبض بأسنانها على “سنينته ” وهي الكتلة البارزة الشبيهة بالسنام وما إن تعضه بقوة “يربض” في محله لا يقوى على الحراك إلا من التنفس، فيأتي عباس وحسين للإمساك به، ثم لحقت بالثاني و”چعسته” قبضت عليه بين ضاحية “الفجل والسمط”، أما الثالث فاستمر اللحاق به بعض الشي لأن شمس الأصيل غابت والرؤية شبه معدومة وسط غابة من الزرع وكثافة النخيل والشجر، لحاق بتتبع صوت الفرار بين الأوراق والأغصان، أدركته وهجمت عليه طيرانًا فأردته أرضًا مستسلمًا في خوف، قلبه يكاد يخرج من جوفه، تم إدخال العجول جميعًا داخل الزريبة وربطوا بإحكام.

نسي حسين وعباس جوعهما ولهيب العطش نتيجة انبهارهما بفزعة الحمارة التي لم يتوقعا منها هذا الفعل غير المسبوق من أي حمارة أو حمار، أخذا يدللانها تدليكا وطبطبة على الرأس والظهر، ورشحت بالماء ترشيحًا ورويت منه، وقدما للحيوانين كمية من البرسيم وشيئًا من العومة.

رجعا قافلين للمنزل يستعيدان بطولة الحمارة بينما أفراد أسرتهما متوجسون لتأخرهما عن موعد الفطور، جلسا والمسرة تملأ وجهيهما وأخذا يحكيان للأهل عما جرى والكل غير مصدق ما فعلته الحمارة حتى وصفت تعجبًا “ما هي حمارة عادية، هذي چنه خيل أصيلة”.

يا له من مشهد نادر حسب وصف خالي حسين مستدركًا فزعة أخرى لذات الحمارة.

المشهد الثاني:
إن علاقة الشاب عباس محمد حسين آل سالم بالحمارة البطلة علاقة وطيدة، فهو الأكثر قربًا منها، يطعمها، يداريها، ينظفها بالماء ويدعكها بليف النخيل، يشد على صهوتها “العدة” ويربط خيوط “الگاري” وهي تتأمله في استكانة وحنو، يلاطفها دغدغة على الرأس والرقبة، يحمل وينزل منتوجات النخل، وإن أرادها لتتحرك طبطب براحته على وركها فتنطلق به إلى حيث يسير، تنعطف في درب جديد إذا أتاها بلمسة عبر الخيزرانة يمينًا أو شمالًا، وهو متكئ على المستراح الخشبي وأثناء المشوار يدندن تسلية فتطرب سمعًا بهز رقبتها فينبعث صوت مضاعف من “البرشوم” المتدلي بحبل يحيط بجيدها، حلية وزينة متراقصة على رقاب الحمير، وجرس تنبيه للعابرين لإفساح الطريق.

تمر الأيام في أمن وسلام وأصوات المناجل تتناغم مع أصوات البلابل وسط الحقول النظرة، خرير الماء ينساب عبر امتداد “المسگه” من عين “لفلية” متجهًا شمالًا نحو مزرعة “أم الشعير”
القائم عليها أبو جاسم سالم، وعند المدخل قام ولده عباس بتوسيع حيز من المجرى المائي بتعريضه عند مدخل مزرعتهم أشبه بالحوض، والذي يطلق عليه الفلاحون “مروه ” من أجل وضع ربطات البرسيم المقطوف توًا ليتشبع بالماء منعًا لذبوله ويكون جاهزًا للتحميل في أي وقت والذهاب به للسوق لعرضه للبيع.

بهمة عالية يصف عباس “الگت” صفًا مرتبًا في “المروه” وبينما هو مشغول قدم إليه الشاب “عبد الله بن جاسم حيان” حاملًا رزم “گته” فوضعه مباشرة من دون استئذان في ذات “المروه” الخاص بعباس، دار الكلام في البدء شبه هادئ، لكن ارتسمت علامات تعجب على وجه عباس بتقطيب جبين! “يا حيان رحم الله والديك شيل گتك
هذا مروانا، لا يختلط گتك بگتنا” جاءه الرد بصوت عال “وأنا وين اودي گتي ماتملك المروه”، رد عباس بحنق ونرفزة “يا حيان عندك مجرى الماي ويش طوله احفر لك مروه قدام لو وراء” أردف حيان بتحد “هذا گتي اعرف چم حطيت، ولا انا شايل ولا ربطة، وسوي اللي بتسويه ويش مضايقنك في ويه” غضب عباس وزمجر واستشاط، رافعًا ربطات “الگت” الخاصة بحيان ورماها بعيدًا، تبعثرت بشكل عشوائي على بعضها بعضًا وهو يقول له: “يا حيان سوي لك مروه لحالك ، ولاحد بيقرب صوبك ومرة فانية لاتحط أي شيء في مروانا”.

التوتر سيد الموقف وشرارة الغضب اشتعلت في الرأس نيرانًا، قام حيان بالتهجم على جاره بدفعه بقوة فسقط عباس على ظهره، ارتمى حيان عليه، تدحرج الاثنان على امتداد التربة المكسوة “بالحيچ” وخشائش الأرض، والغلبة لحيان باركًا على صدر عباس غارسًا يديه في رقبته يكاد أن يخنقه، في هذه اللحظة حمارة عباس الجاهزة لتحميل البرسيم تبصر الموقف عن كثب، قامت وبانفعال يغلي في عروقها برمي عدتها و”الگاري” معًا من فوق ظهرها وانطلقت نحو حيان كالأسد الجريح، فر الرجل خائفًا مذعورًا والحمارة تتبعه، يلتف وراء نخلة وهي خلفه، يحتمي وراء شجرة ويراوغها فتكاد تقتلع الجذع لتصطاده، يختبئ بين الأحراش فتسارع الخطى للانقضاض عليه، وهو يصرخ مفزوعًا “الحقوني يا مسلمين لحمارة بتقتلني” سمع النداء “عبود ولد علي صالح” أثناء نزوله من النخلة و”مخرفة” الرطب على رأسه ألقاها عرضًا ونزل سريعًا ممسكًا بجريدة نخل وراح يضرب الحمارة على ظهرها ضربًا ليس مبرحًا، أسكن من ركضها، وحاصرها بطريقة ذكية فهدأ من هيجانها وأمسك بها وأدخلها الزريبة، الخوف والهلع والتوتر جعل من حيان يراقب المشهد من خلف نخلة، أسمعها ضربات قلبه وأنفاسه، ويتمتم بكلمات متقطعة: “ويش لي امد ايدي عليك ياعباس، انت ولد سيدة”، وبعد أيام كلما رأى حيان الحمارة واقفة تجنب العبور أمامها، وإن كانت مقبلة اختبأ عن أعينها خشية أن تهجم عليه ثانية، معتقدًا بأنها ليست حيوانًا عاديًا بل “جنية” على هيئة حمارة مرددًا “حمارة بتحامي على بن يادم والله ماشفت مثلها “!.

راح حيان يسرد الحكاية عن “أم جحش” تحت ظلال العرايش وهبوب سعف النخيل وينهيها بجملة: “لو ما أدركني عبود ولد علي صالح إنچان من زمان مت وقتلتني لحماره”. تصالح عباس وحيان وعادا أخوين وكأن شيئًا لم يكن!

هي نفوس الفلاحين لا تعرف العداوة والبغضاء، نفوس ندية طرية كما الزرع الأخضر، العيش تحت الخضرة يمتص كل طاقة سلبية.

يعقب خالي حسين وهو السارد لكلا القصتين ومعبرًا عما دار في خلد الحمارة “چيفه تضرب راعيي وتتهجم عليه هذا اللي يطعمني واروح واجي وياه -طيب يالخال كيف جاها هذا الاحساس- چيف تحس كيف تدرك ،الله أعلم، ولله في خلقه شؤون” حيوان أدرك قيمة العشرة وقام بالذود عن صاحبه وبعض بني الإنسان يرفس العشرة الطويلة بأقدامه غير مبالٍ بأي شيء.

إن إنقاذ “حيان” من شراسة الحمارة بتسخير الله له رجلًا كان قريبًا من الحدث فلولاه ربما أودت بحياته، هو بمثابة رد جميل لإنقاذ ابن عمه لرجل آخر قبل سنين خلت من تلك الحادثة.

تدور الحكاية التالية:
حول شخص يدعى (أبو خضير) الحاج عيسى الرويعي وهو أحد الرجال الذين يكسبون عيشهم من مهنة “لقطاعة” أي تحميل البضائع والناس على متن گاريه من جزيرة تاروت إلى القطيف والعودة ثانية، عبور حسب “المايه”، إذا جاء المد توقفت الحركة بينما حالة الجزر تفسح المجال لخوض منسوب الماء المقدر بارتفاع الحمير وقوفًا وأحيانًا يصل إلى صدورهم، ومواقيت المد والجزر معروفة عند أصحاب مهنة “لمعبر”، بالرغم من المعاناة وبطء العبور هو ارتحال يومي على مدار العام من أجل معيشة الناس وحياتهم.

أقدم”أبو خضير” على المتاجرة ببعض الحيوانات فقد اشتري ثورًا من عائلة العقيلي عازمًا على بيعه في سوق القطيف ولأنه من الصعب تحميل الثور داخل صندوق الگاري أخذه راجلًا، لكن نصحوه وبشدة بألا يعبر به “المقطع” كي لا يغدر به الثور فهو ينطح “لاش” ينفر من رؤية امتداد البحر، ورائحة الملوحة توتره، لم يكترث الرجل بالتحذيرات وسار واثقًا من نفسه، خرج به من مزارع الشمال – فريق الأطرش- ساحبًا الثور بحبل من رقبته، متوجهًا به للقطيف وطوال الدرب يحدث نفسه ويعيد كلامه بقهقهة “الربع يخوفوني من هالفور، مافي لاش عندي، هذي عصاتي القوية حق حماري انتفها على بدنه اذا عاند وماقطع البحر”، إيقاع مشي معتدل طوال الدرب بين الضحى والظهر تجاوز الاثنان مزارع النخيل، مارين بمحاذاة “مقبرة الدهر” قائلًا أبو خضير “رحمكم الله يا مؤمنين”، وبعد أن قرأ الفاتحة راحت الأفكار تدور في رأسه يتخيل كم من المال سيجنيه من بيعته للثور ذي الجسم الضخم والبنية القوية كأنه الفيل، ستة أرجل زاحفة غربًا والخطى تتقدم نحو فضاء “برودة” الدرب خال إلا من أصوات النوارس المحلقات حول غابات “الگرم”.

وحين وصل الاثنان عند حافة الشاطئ، جفل الثور على الفور وتصلب كتمثال أبي الهول في محله، لوح خضير بعصاه في الهواء وأخذ الثور يتجه برأسه ذات اليمين والشمال ونحو الأعلى والأسفل تعبيرًا عن الرفض وعدم الخوض في الماء، حاول “أبو خضير” أن يجره من الحبل المحيط حول رقبته بالقوة فواجه صعوبة بالغة، لا حراك وكأن الأضلاف غرست في الأرض الرطبة، أعاد الكرة ثانية وثالثة دون فائدة، فقام بإشباعه ضربًا بالخيزرانة، وكلا الاثنين يسحبان بعضهما بعناد، الثور يسحب نفسه للخلف وأبو خضير يجره للأمام نحو البحر كأنهما في لعبة شد الحبل، وأية لعبة خطرة هذه! فجأة استوحش الثور وانقض بضراوة نحو أبو خضير ورماه على الساحل تدحرج ولم يسعف نفسه للنهوض سريعًا، وعاجله الثور برفعه بواسطة قرونه و”احطم” أرداه أرضًا ثم داس على صدره، في هذه اللحظة المهلكة وصل الشاب (علي بن محمد حيان) قادمًا من تاروت متجهًا للقطيف وهو على متن “گاريه” فرأى مشهد المعركة غير المتكافئة فانطلق حالًا ساحبًا الثور وكلا الاثنين يعرفان بعضهما قائلًا: “هذا فورنا” لأن حيان يعمل مزارعًا عند عائلة العقيلي ويعرف كيف يتعامل مع الحيوانين وخبير في مزاج هذا الثور، أخذه من “خزامه” الحبل الصغير الذي يحيط بالرقبة، وربطه خلف “گاريه” وطبطب على مقدمة رأسه فسكن هيجان الثور، ثم ذهب إلى أبو خضير فإذا به مغشيًا عليه، بالكاد أجلسه ونظف ما علق به من الرمل المبلل، يكلمه لكن دون رد، تحامل حيان على نفسه ورفعه بعد جهد جهيد ومدده داخل صندوق الگاري غائبًا عن الوعي، تبين لاحقًا أن بعض ضلوعه تكسرت، عاش بقية حياته متعبًا منهكًا لا يقوى على العمل كما السابق حتى مشيته باتت ثقيلة.

تخبرني والدتي وهي بعمر ثماني سنوات بأنها زارت أبو خضير في منزله مع والدتها بحكم القرابة والنسب – أم خضير بت عم والد أمي – ، تتذكر بأنه كان ممدًا على الفراش يأن ويتألم، لا يقوى على الحراك يشكو حاله متحسرًا بأنه لو سمع النصيحة لما جرى له ما جرى.

ظلت حكاية الثور الهائج الذي افترس الحاج عيسى الرويعي حادثة مؤلمة ودرسًا عبرة في كيفية التعامل مع غرابة أطوار الحيوانات التي يقال عنها أليفة، هي بالفعل أليفة لكن حين تستوحش تكون شرسة وخطرة، وأحيانًا مدمرة، سلوكها المتقلب لا يخلو منه بعض البشر بل أشد وأعظم.

يقول حيان الصغير: “ابن عمي أنقذ (أبو خضير) من الموت وأنا أنقذني عبود ولد علي صالح من الهلاك”.

إن رفقة الإنسان للكائنات الأليفة محملة بالأفراح والعذابات وقصص الحمير بين الأنس والتوحش لا تخطر على البال، لا زال في الجعبة أحداث أشبه بالخيال.
إيه يا سمفونية الأمس، ردح وحجل وصوت نهيق وخواء ثور وأبقار، وصياح ديكة وتغريد طيور ونقيق ضفادع لم نعد نسمع عزفها منذ زمن، هل باتت كائنات غريبة عن دنيانا أم نحن الغرباء بعد تدميرنا للطبيعة!



error: المحتوي محمي