العلم اليوم ومهمة الباحث

كان الكتاب والرياضة والسيارة والأصدقاء والتلفزيون هم أمل الباحث والمشتاق للعلم والمعرفة والظفر بالصحة العامة والعافية والمعلومة النافعة والترفيه الجيد.

اليوم أضاف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عملًا ممتازًا باختصار الوقت والحصول على المعلومة الصادقة والعلم النافع فحصل هناك تطور نفسي للباحث ومعرفة علمية للطالب، كنت أتمنى لو كانت في زماننا في الثمانينيات والتسعينيات.

كان الطالب منا يمر بأزمة نفسية عندما يحس بالعجز عن فهم مادة معينة والصعوبة في الحصول على المعلومة، قد يصاب فيها بالإحباط وهو يبحث عن طريق يوصله للنجاح أو أحد من أقاربه يعلمه، فإذا هو في خضم البحث والخوف من الوقت الذي يلاحقه كالذئب المفترس وهو ينظر للخلف خوفًا من هذا الذئب وهو الوقت الذي يقطعه كالسيف، هذه معاناة أجيال ما قبل الإنترنت وثورة الاتصالات الهائلة التي أدخلت البشرية في عالم جديد.

جيل اليوم ليس لديه عذر في البحث والحصول على النجاح وبدرجات عالية، كل ما عليه هو ضغطة زر ويجد المعلومة، ويكون عنده الاستعداد النفسي الجيد لتقبل البحث والاستيعاب والتقدم في جميع مناحي الحياة.

لا يقتصر البحث على طلاب المدارس والجامعات بل حتى الخطباء خطباء المنابر يستطيعون أن يحصلوا على علم نافع وبحوث ممتازة للطرح بعيدًا عن التكرار واجترار الآلام، فقط الخطيب اليوم يعرف أن يحصل على حديث الساعة وما يهم المجتمع وما تدور حول الأمر من معارف ويطرحها للرأي العام، فاليوم كل المستمعين مطلعون وقد لا تأتي معلومة جديدة عليهم كما كان في الزمان السابق، بل اليوم هناك طرح موضوعي للنقاش وإثارة الرأي العام مع طرح الحلول.

الطبيب اليوم يستطيع أن يكون حاذق ا بالعلم والتوسع في البحث بما يمر عليه يوميًا من أمراض وشكاوى المرضى وآلامهم، قد يكون عنده القدرة على الاطلاع على المعلومات الطبية والعلاجية المختص بها لعلاج مرضاه في وقت مناسب،
كل تلك البحوث اليوم لن تقتصر على فرد معين في المجتمع أو تخصص معين، فكل باحث يستطيع أن يخرج من دائرة الشك إلى اليقين بسبب ثورة المعلومات اليوم وطرحها في الفضاء العام،
كان في السابق لا يجدها إلا بدفع المال أو بالسفر أو بخبرة سنين طويلة.

الاستعداد النفسي لتقبل العلم وتطبيقه هو ما ينبغي علينا اليوم أن نكون عليه في ظل هذه الثورة المعلوماتية.



error: المحتوي محمي