لا تخلعيه.. لا تخلعيه

الخُلع بالمفهوم الفقهي (الطلاق بفدية من الزوجة الكارهة لزوجها) دواء لعلاج حالة زوجية مستعصية فاقدة الحل التوافقي متى رفض الزوج الطلاق ولم تتحقق (الكراهة من الطرفين) يأتي دور الخُلع (هناك تفريق بين الزوجين “لا خيار لهما فيه” بموجب حكم شرعي يقضي بحرمة بقائهما لأسباب كانت مجهولة وقت العقد فانكشفت أو حصلت لاحقًا وهذا بحث شرعي لسنا بصدد التعرض له ولا من اختصاصنا) له أهله.
(الزوج 1): لا يتسرع ويقدم اليوم على ما يندم عليه غدًا يحكّم عقله يراجع حساباته القائمة والقادمة لا يكن أسير عواطف يتصرف بما لا يناسب، فيكون كالأحمق الذي يضع الأشياء في غير مواضعها.

(الزوجة 1): لا تفتح للزوج ثغرات سلبية يتخذها وسيلة لإنهاء العلاقة الزوجية لا يطلع على أو يسمع منها ما يكره، لا تتمسك بكل مطالبها وإن كانت محقة تقتنع بما تيسر تتغاضى عن بعض الضروريات إلى أن يتحسن وضعه “يجعل الله بعد عسر يسرًا”.

الساحة الإصلاحية متسعة للحوار بدعم الصبر والقناعة تكفي لطي الصفحة المظلمة إن كانا جادين في إضاءتها “إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما” بتنازلات متبادلة لا تسعى للخُلع إلا بعد اليأس واستنفاد كل المحاولات وإغلاق النوافذ والأبواب مع الأخذ في الاعتبار وضع الأولاد بعده “إن كنتِ تريدين زوجًا معصومًا فاعلمي إنك تطلبين من الماء جذوة نارٍ، ما أنت بفاطمة لتجدي عليًا “انظري لمن حولك تري نفسك في نعيم أو لا على الأقل أحسن حالًا من الكثيرين بالرغم مما تشتكي غيرك نواقصه أكثر” نعم توجد حالات استثنائية لا تُعالج إلا بالطلاق أو الخُلع وربما حتمًا لا مخرج إلا به “وهو قليل في حق بعض الرجال” لكنها قلة إذا ما قيست بما نراه ونسمعه من أعداد هائلة، من النساء من تصر على الخُلع وكأنه غاية مُناها ويوم عيدها متى يتحقق وبه تفخر ولو علمت إنه مبيد قاتل ما طلبته ولا تمنته [تخيلي أنك في بئر ماء عميقة إن تعجلت الخروج بمجرد إحساسك بفقدان قليل من الأكسجين في استقبالك عند فوهته نار مستعرة أقل ما يصيبك منها حرق جمالك الذي لا يعوض وخسف يخيف الناظرين من بشاعته وإن قاومت لمدة تتحملينها ولو بمعاناة تخرجين وقد خمدت النيران فتمرين بسلام والكل يشيد بك. ماذا أنت مختارة وفاعلة؟ ] كذلك هو الخُلع مع الصبر والتحمل يذهب ولا تحتاجينه وأنت في معزة وكرامة.

(الزوج 2): أن يتناسى هفوات زوجته لا مانع من معاتبتها فيما يراه لازمًا للتنبيه بعدم تكراره مستقبلًا فإن استُجيب له حمدًا وشكرًا وإلا فوقتها لا يُلام فيما يقدم عليه “وقد جنت على نفسها براقش” ولكن لا نتجاهل حال المرأة، أحيانًا تمر بظروف صعبة تؤثر على نفسيتها مشاغل بيت متاعب أولاد هموم خاصة تحتاج إلى تقدير منا وشكر على أدوار متعددة تقوم بها بدلًا من كثرة لومها لا نستغل طيبتها حتى تمل وينفد صبرها وتتجه مجبرة إلى اختيار الأسوأ “إن كنتَ تنشد الكمال فما وُجِد إلا في أربعة، زوجتك ليست إحداهن”.

(الزوجة 2): عليها مراعاة أحوال زوجها المادية والمعنوية والصحية لا تكثر من مطالب غير ضرورية ويمكن تأجيلها وتعلم إنه لا مقدرة له على تلبيتها ولا العتاب المستمر والأسئلة الفضولية كلما دخل عليها أو خرج كأنها وجبات مفضلة “جاء من عناء ليستريح وإذا به لا يستريح خرج ليتخلص بأعصاب متوترة رافقه للطريق” لا تتحسسي لكل صغيرة وكبيرة وتجري تحقيقًا اختاري الوقت المناسب للحديث معه بأسلوب مشوق لا بما يوصله إلى نفور فيتخذ قرارًا أنت أُولى ضحاياه، الحياة صعبة والظروف كل يوم تزداد قسوة ارتفاع أسعار ضغوطات عمل لا تطلبي الخُلع والبديل ممكن إنما يحتاج تضحيات حققي البطولة فيه:

أولًا: لا تخلعيه: إن كنت ترينه علاجًا في القريب لما تعانينه لكنه أشبه بالكيماوي الحارق في البعيد يقضي على ما بقي من عمرك وبعده الأسف والتحسر لا يجديان نفعًا وكلمة يا ليتني لا تفيد.

ثانيًا: لا تخلعيه: سوف يرتبط بواحدة تورق في وجه أطلت النظر إليه قبلها وتزهر في بيت “أنت من اختار أثاثه” تأتي بثمار تنسيه ثمارك ما موقفك من هذا؟ سوف يُقال إن العيب فيك والدليل والتقصير منك واضحان”وهذا وحده يؤثر على اختيارك زوج فيما هو آتٍ” تسمعين عن زواجه فلا تنامين فكرك في أيام خلت تنظرين في وجوه مَن حولك كأنها تتكلم وإن تحركت شفاه تتوجسي أنها تعنيكِ.

ثالثًا: لا تخلعيه: قرار خاطئ وعلى الأولاد تدميري إن أخذتهم جاعوا فرض نفقة بأي حال وإن علت لا تكفينهم مع فقدان أبيهم وإن تزوجت طالب بهم فحُرموا من حنانك وربما تزوج امرأة لا ترحمهم، زيارتهم لك في الأسبوع أو الشهر ولساعات معدودة ولن تحصلي عليها إلا بعد متاعب كيف وأين ومتى؟ لا تخلعيه لا تسمعي قول حاسد وحاقد ومتظاهر بحب ونصح فإنهم يتمنون أن يروا يومك الأسود ولن يحملوا عنك أثقاله. حاولي مرة ومرات ربما تصلح الأمور “مَن أكثر طرق الباب يوشك أن يُفتح له” لا تَظلمي كما تحبين ألا تُظلمي لا تخلعيه.



error: المحتوي محمي