في ضيافة «إيلاف تاروت».. استشاري يعالج اختلال العلاقة الزوجية بترك العناد.. ويوصي الآباء: كن ما تريد أن يكون عليه ابنك

أكد الاستشاري الأسري الدكتور طاهر المهدي، على بعض الأمور المهمة التي تسهم في استدامة الود بين الزوجين، وذلك خلال اللقاء الثاني على التوالي في الملتقى العاشر لفريق إيلاف الأسري، التابع للجنة الصحية لجمعية تاروت الخيرية، بمسرح روضة تاروت النموذجية.

وأوضح “المهدي” في اللقاء الذي عقد مساء أمس الخميس 24 ربيع الأول 1444هـ، أن الكثير من الأزواج يتغافل عن بعض الأمور المهمة؛ كضرورة تناول الطعام كعائلة، وتعويد الأبناء في سن مبكرة على تحمل المسؤولية، والاستماع للابن باهتمام ومعاملته باحترام وحثه على احترام الآخرين، وإظهار الحب بين الزوجين فيما بينهما وللأبناء من خلال كلمات المدح والثناء.

وتحدث “المهدي” حول استدامة الود بين الزوجين في السنوات العشر الأولى للزواج، مستعرضًا بعض المشكلات التي تعرض عليه بشكل متكرر وتعكر الود بين الأزواج، ومنها؛ كثرة اعتماد الزوج على الزوجة في القيام بالمسؤوليات، وحل هذه المشكلة يكون بالتفاهم منذ فترة الخطوبة على توزيع المسؤوليات، محذرًا من مشكلة العناد والاعتداد بالرأي لدى أحد الزوجين أو كليهما، ما يقطع حبل التفاهم والود بينهما.

وشدد كذلك على ضرورة تواجد الزوجين مع الأبناء، معلقًا: “لسنا ضد عمل المرأة ولكن ليس على حساب أسرتها، وكذلك الرجل حين يسعى لزيادة الدخل فلا يتواجد مع زوجته وأبنائه إلا نادرًا، أو حين يمضي وقتًا طويلًا في الديوانيات، وكل هذا على حساب الزوجة والأبناء”، مؤكدًا على ضرورة الإكثار من هذه اللقاءات، فالمجتمع بحاجة للتوعية، خصوصًا مع ارتفاع نسبة الانفصال سواء بين الأزواج أو بين الأبناء مع آبائهم.

وتطرق الدكتور المهدي مؤسس مركز رفاه للاستشارات الأسرية، في حديثه إلى عقاب الأبناء عند ارتكاب أخطاء متعمدة، معقبًا: “فيكون إما بفرض غرامات عند مخالفة القوانين كالحرمان من الجوال، أو باللجوء إلى حبسه لعدة دقائق دون إهانته (كرسي العقاب)، وفي المقابل مكافأته على حسن سلوكه.

واستعرض “المهدي” بعض الأمور المهمة في التربية، ومنها؛ تدريب الابن على خطوات حل المشكلة التي يتعرض لها، واتخاذ القرار المناسب والإقدام عليه بثقة، كما نبه الآباء لضرورة إيجاد القدوة داخل المنزل، بأن يكونوا الشخص الذي يريدون أن يصبح عليه أبناؤهم.

وأشار رئيس مجلس الإدارة زهير الوحيد، في كلمته التي ألقاها في افتتاح الملتقى، إلى أنَّ كلَّ عملٍ أو مشروع، يرتكزُ على دعامتين أساسيتين؛ الأولى المعرفةُ والإلمامُ بطبيعةِ العمل بشقيه النظري والتطبيقي، إضافةً إلى المهاراتِ والقدراتِ ذاتِ العلاقة. والثانية هي تلك البيئةِ السليمةِ الملائمة، التي يمكنُ أن تَتبلورَ فيها تلكَ المعارفُ، ويتمُ العملُ على تطبيقِها، وتجسيدِها على أرضِ الواقع بكل أريحيةٍ ونجاح.

واختتم اللقاء، بتوجيه “الوحيد” الشكرِ الجزيلِ إلى فريق إيلاف لحرصهم على إقامة مثل هذه اللقاءات الهادفة التي تسهم في الحفاظ على المودة والمحبة داخل الأسرة. كما قدم شكره للدكتور طاهر المهدي على ما قدمه من مادة قيمة ثرية موجهة للزوجين وكيفية التعامل مع الأبناء وأساليب التربية الإيجابية، كما كرمت الجمعية بحضور رئيس مجلس إدارتها ونائبه عبدالسلام الدخيل، الدكتور طاهر المهدي وقدمت له درعًا تذكارية وشهادة تقدير.




error: المحتوي محمي