لا شي ءَ يعدِلُ في المعيشةِ صِحَّتك
فأدِر لها بالاً و حفِّز هِمَّتك
لا سيَّما في الأربعين إذا أتت
و رأيتَ أمراضاً ستغزو ساحتَك
راقِب طعامَكَ جيِّداً فهو الذي
مِنْهُ بُلِيتَ و مِنْهُ ترنو عِلَّتك
ما كُلُّ مأكولٍ ترى أمناً بِهِ
و لَرُبَّ مأكولٍ سَيُؤذي بِطنَتَك
و تجنَّبِ الأكلَ الكثيرَ فإنَّهُ
مِن غيرِ شكٍّ سوفَ يُتعِبُ مِعدَتك
و ترى هُنالكَ ثِقلَ ما أدخلتَهُ
فيها و ترنو بعد ذلك تُخمَتَك
و غدَت رشاقتُكَ الجميلةُ تنزوي
عن ناظِرٍ إن كانَ ينظُرُ كُرشَتَك
لا تُدمِنَنَّ على طعامِ مطاعِمٍ
و اهنأ بِبَيتِكَ بل و أسعِد زوجتَك
كُلْ مِن يديها الطَّيّباتِ و أنتَ في
أمنٍ إذا ما كُنتَ تأكُلُ وجبتَك
و لتعتدِلْ في الأكلِ دُونَ زيادةٍ
و نقيصَةٍ فيُسَبِّبانِ مَضرَّتك
و اكبَح جُماحَ النَّفسِ فيما تشتهي
إنَّ الجُماحَ بها يُصارِعُ شهوتَك
قُم بالرِّياضةِ ما استطعتَ فإنَّها
تُبقي عليكَ مَعَ السَّلامةِ قُوَّتَك
لا تركَنَنَّ إلى القُعودِ فذاكَ ما
أخشى عليكَ و قد أردتُ نصيحتَك
خَلَقَ الإلهُ عِبادَهُ كي يعمَلوا
و يراكَ تُبدي للعَولِمِ صَولتَك
و لتَتَّخِذْ لَكَ منهجَ المشيِ الذي
بدوامِهِ تلقى بِهِ حَيوِيَّتَك
و إذا قصدتَ لِخِفَّةٍ و سلامةٍ
فلتُعمِلَنَّ لدى المآكِلِ حِميَتَك
و السُّكَرِيَّاتُ الكثيرةُ فلتدَعْ
أكلاً لها و لتُعمِلَنَّ إرادتَك
و اترُكْ زُيوتاً لستَ تعلمُ داءَها
و اجعلْ على حذَرٍ هُنالكَ سِيرَتك
لا تُكثِرنَّ الأكلَ قَبْلَ النَّومِ بل
خفِّف و قَبْلَ النَّومِ أخرِجْ فضلتَك
و اقصدْ لفحصِكَ كُلَّ عامٍ مرَّةً
كوقايةٍ منها تُؤكِّدُ صِحَّتَك
و امنحْ لنفسِكَ راحةً و النَّومُ لا
تتركْهُ في ليلٍ و تُؤثِرُ سهرَتَك
و الماءُ لا تغفَلْ أخي عن شُربِهِ
فبنقصِهِ سَبَبٌ يُعَطِّلُ كِليتَك
و مُثَلَّجاتُ الشُّربِ دعْها قَبْلَ أن
تلقى المضَرَّةَ حينَ تضرِبُ لَوزَتك
و الضّغطُ و القُولونُ لَمَّا تُبتلى
بهما فلا تُظهرْ هُنالكَ غَضبتَك
دَعْ كُلَّ غَيظٍ و انفعالٍ مُقلِقٍ
و لتبتسِم لتُرِحْ بذا نفسِيَّتك
و إذا شعَرتَ بأنَّ جِسمكَ مُتعَبٌ
بادِر إلى ماءٍ و حرِّكْ لِيفتَك
و امشِ بدائكَ ما استطعتَ و لا تكُن
حِلساً ببيتِكَ لا تُلاقي صُحبَتَك
و اعلمْ بأنَّ السُّقمَ أمرٌ كائنٌ
مهما اجتهدت فليسَ ينسى غُرَّتك
و إذا سَئمتَ مِن السُّقامِ و ثِقلهِ
و غدَوتَ تنشُرُ للأنامِ شِكايتَك
فانظرْ عقيما لا يرى نسلاً لَهُ
و لتذكُرَنَّ بنعمَةٍ ذُرِّيتَك
و انظُرْ لأعمى لا يرى أو أبكَمٍ
فقدَ الكَلامَ عسى يُخفِّفُ مِحنتَك
و انظُر طريحاً مُقعَداً بسريرِهِ
دهراً و لا يقوى يُجاري مِشيَتَك
و اشكُر إلهكَ حينما تقوى على
مشيٍ و يفهَمُ مَن تُلاقي لهجَتَك
و إذا ابتلاكَ اللهُ فاصبِر و احتسِب
لترى المُهيمِنَ قد أعدَّ مثُوبتَك
فخُذِ الدَّواءَ لكي تُداوي عِلَّةً
و ادعُ الإلهَ لكي يُزيلَ بلِيّتَك
فهو القريبُ لعبدِهِ و إذا أتى
مِنْكَ الدُّعا و طلبتَ مِنْهُ حاجتَك
ستراهُ أجودَ مَن سألتَ و عندَهُ
ما ترتجيهِ و لن يُخَيِّبَ دَعوَتَك .