صِحَّتَك ….

لا شي ءَ يعدِلُ في المعيشةِ صِحَّتك
فأدِر لها بالاً و حفِّز هِمَّتك

 

لا سيَّما في الأربعين إذا أتت
و رأيتَ أمراضاً ستغزو ساحتَك

 

راقِب طعامَكَ جيِّداً فهو الذي
مِنْهُ بُلِيتَ و مِنْهُ ترنو عِلَّتك

 

ما كُلُّ مأكولٍ ترى أمناً بِهِ
و لَرُبَّ مأكولٍ سَيُؤذي بِطنَتَك

 

و تجنَّبِ الأكلَ الكثيرَ فإنَّهُ
مِن غيرِ شكٍّ سوفَ يُتعِبُ مِعدَتك

 

و ترى هُنالكَ ثِقلَ ما أدخلتَهُ
فيها و ترنو بعد ذلك تُخمَتَك

 

و غدَت رشاقتُكَ الجميلةُ تنزوي
عن ناظِرٍ إن كانَ ينظُرُ كُرشَتَك

 

لا تُدمِنَنَّ على طعامِ مطاعِمٍ
و اهنأ بِبَيتِكَ بل و أسعِد زوجتَك

 

كُلْ مِن يديها الطَّيّباتِ و أنتَ في
أمنٍ إذا ما كُنتَ تأكُلُ وجبتَك

 

و لتعتدِلْ في الأكلِ دُونَ زيادةٍ
و نقيصَةٍ فيُسَبِّبانِ مَضرَّتك

 

و اكبَح جُماحَ النَّفسِ فيما تشتهي
إنَّ الجُماحَ بها يُصارِعُ شهوتَك

 

قُم بالرِّياضةِ ما استطعتَ فإنَّها
تُبقي عليكَ مَعَ السَّلامةِ قُوَّتَك

 

لا تركَنَنَّ إلى القُعودِ فذاكَ ما
أخشى عليكَ و قد أردتُ نصيحتَك

 

خَلَقَ الإلهُ عِبادَهُ كي يعمَلوا
و يراكَ تُبدي للعَولِمِ صَولتَك

 

و لتَتَّخِذْ لَكَ منهجَ المشيِ الذي
بدوامِهِ تلقى بِهِ حَيوِيَّتَك

 

و إذا قصدتَ لِخِفَّةٍ و سلامةٍ
فلتُعمِلَنَّ لدى المآكِلِ حِميَتَك

 

و السُّكَرِيَّاتُ الكثيرةُ فلتدَعْ
أكلاً لها و لتُعمِلَنَّ إرادتَك

 

و اترُكْ زُيوتاً لستَ تعلمُ داءَها
و اجعلْ على حذَرٍ هُنالكَ سِيرَتك

 

لا تُكثِرنَّ الأكلَ قَبْلَ النَّومِ بل
خفِّف و قَبْلَ النَّومِ أخرِجْ فضلتَك

 

و اقصدْ لفحصِكَ كُلَّ عامٍ مرَّةً
كوقايةٍ منها تُؤكِّدُ صِحَّتَك

 

و امنحْ لنفسِكَ راحةً و النَّومُ لا
تتركْهُ في ليلٍ و تُؤثِرُ سهرَتَك

 

و الماءُ لا تغفَلْ أخي عن شُربِهِ
فبنقصِهِ سَبَبٌ يُعَطِّلُ كِليتَك

 

و مُثَلَّجاتُ الشُّربِ دعْها قَبْلَ أن
تلقى المضَرَّةَ حينَ تضرِبُ لَوزَتك

 

و الضّغطُ و القُولونُ لَمَّا تُبتلى
بهما فلا تُظهرْ هُنالكَ غَضبتَك

 

دَعْ كُلَّ غَيظٍ و انفعالٍ مُقلِقٍ
و لتبتسِم لتُرِحْ بذا نفسِيَّتك

 

و إذا شعَرتَ بأنَّ جِسمكَ مُتعَبٌ
بادِر إلى ماءٍ و حرِّكْ لِيفتَك

 

و امشِ بدائكَ ما استطعتَ و لا تكُن
حِلساً ببيتِكَ لا تُلاقي صُحبَتَك

 

و اعلمْ بأنَّ السُّقمَ أمرٌ كائنٌ
مهما اجتهدت فليسَ ينسى غُرَّتك

 

و إذا سَئمتَ مِن السُّقامِ و ثِقلهِ
و غدَوتَ تنشُرُ للأنامِ شِكايتَك

 

فانظرْ عقيما لا يرى نسلاً لَهُ
و لتذكُرَنَّ بنعمَةٍ ذُرِّيتَك

 

و انظُرْ لأعمى لا يرى أو أبكَمٍ
فقدَ الكَلامَ عسى يُخفِّفُ مِحنتَك

 

و انظُر طريحاً مُقعَداً بسريرِهِ
دهراً و لا يقوى يُجاري مِشيَتَك

 

و اشكُر إلهكَ حينما تقوى على
مشيٍ و يفهَمُ مَن تُلاقي لهجَتَك

 

و إذا ابتلاكَ اللهُ فاصبِر و احتسِب
لترى المُهيمِنَ قد أعدَّ مثُوبتَك

 

فخُذِ الدَّواءَ لكي تُداوي عِلَّةً
و ادعُ الإلهَ لكي يُزيلَ بلِيّتَك

 

فهو القريبُ لعبدِهِ و إذا أتى
مِنْكَ الدُّعا و طلبتَ مِنْهُ حاجتَك

 

ستراهُ أجودَ مَن سألتَ و عندَهُ
ما ترتجيهِ و لن يُخَيِّبَ دَعوَتَك .



error: المحتوي محمي