الكشكول..
حكاية أبيات نسختها من كتاب الكشكول للشيخ البهائي رحمه الله (953هج-1030(.. والذي اقتنيته من إحدى مكتبات المدينة المنورة عام 1419هج. تحقيق الطاهر أحمد العزاوي الليبي
وسأقف بعد قراءة الأبيات على بعض ما تحيل له هذه الورقة
جاء في الجزء الأول من الكشكول ص 82
قسماتُ هواك لها أرجُ… تحيا وتعيش بها المهجُ
وبنشر حديثك يطوى الهمُّ عن الأرواحِ ويندرجُ
وببهجة وجهِ جلالِ جمالِ كمالِ صفاتك أبتهجُ
لا كان فؤادٌ ليس يهيمُ على ذكراك وينزعجُ
لا أعتبُ قلبَ الغافلِ عنك فليس على الأعمى حرجُ
ما الناسُ سوى قومٍ عرفوك وغيرهمُ همجٌ همجُ
قومٌ فعلوا خيرا فعلوا وعلى الدرجِ العليا درجوا
دخلوا فقراء إلى الدنيا.. وكما دخلوا منها خرجوا
شربوا بكؤوس تفكّرهم.. من صِرف هواه وما مزجوا
يا مدّعيا لطريقهمُ.. قوّم فطريقك منعوجُ
تهوى ليلى وتنامُ الليلَ وحقك ذا طلبٌ سمجُ
أوقفتني هذه الورقة على شيئين مهمين في تاريخ القراءة الزمنية والمكانية..
وسأبدأ بالمكان الذي اشتريت منه كتاب الكشكول للشيخ البهائي..
وهو أسواق المدينة المنورة ومكتباتها المتكاثرة قبل خمس وعشرين سنة تقريبا.. حيث كنا نشهد انتشار المكتبات الإسلامية والمعرفية في كل زوايا وحارات المدينة المنورة.. وكم كنا تقصدها بشغف منقطع.. لنستخرج منها كنوزا من الكتب النادرة والثمينة.. أثناء زيارتنا للمسجد النبوي الشريف..
وللأسف نشهد في عصرنا الحالي انحسار هذه المكتبات لتستبدل بالمطاعم والفنادق..وقد أهملوا الفكر.. وانكبوا على الأكل والكماليات..
أما البعد الزماني
الذي تستدعيه هذه الورقة. زمن كتابة الكشكول/الكشكولات/الكشاكيل/
قيل إن أول من أطلق على الكتب التي تجمع بهذ الطريقة هو حيدر بن علي العلوي الآملي المازندراني الصوفي (782هج)في القرن الثامن الهجري
كما قيل إن أول من أطلق على كتابه اسم الكشكول هو الشيخ محمد حسين البهائي.. في القرن العاشر تقريبا
فما معنى كلمة كشكول!!
كشكول لفظة فارسية الأصل تسمى كشكول المتسول أي وعاء يجمع فيه ما يتصدق به عليه..
وتطلق على حقيبة المسافر التي تصنع من الجلود
و كشكول التلميذ دفتر يحوي مجموعة من الأوراق البيضاء أو المسطرة. مغلفة بورق مقوّى…
*واصطلاحا..
الكشكول الكتاب الذي لا تنتظمه وحدة موضوع
بل ينتقل فيه جامعه بين فنٍّ إلى فن. فمن تفسير آية. إلى شرح رواية، ومن مسائل علمية إلى طرائف أدبية، أو حوادث تاريخية، أو نوادر ومستطرفات و مفاكهات
و الكشكول في عرف العلماء..
كتاب يجمع ما لذّ وطاب من الفوائد الأدبية والطرلئف والأشعار ونوادر الآثار.. وكل ذلك من غير ترتيب ولا تبويب..
وتطول الحكاية حول الكشكووول.. لعل ورقة أخرى تحاول أن تفتح لي نافذة أخرى أضمها لهذه الشرفة الجميلة من ردهات الزمن الجميل.