التدفُّق العاطِفي لجماهِير العَالمي

ناديا “مضر” و”الخليج”؛ عينان في رأس، وهما يلعبان “السوبر جلوب”؛ من أجل تقديم أفضل العروض، في محفل يُعد أهم البطولات بعد كأس العالم للمنتخبات؛ لكونه يجمع نخبة النخبة، وأهم اللاعبين والمدربين والفرق، وهو ما سيلقي مزيدًا من الضغط على الفريقين الممثِّلين للمملكة.

الضغط حين يُجاوز الحدَّ؛ يؤدي إلى انفجار، فإن لم يبلغ المستوى المطلوب؛ أدَّى إلى انكسار، إذن؛ لا بد من الموازنة بينهما، لكن الموازنةَ لا تحدث بمفردها، بل هي في حاجة إلى “ترمومتر”؛ يوازن بين ارتفاع الضغط وانخفاضه، وليس هنالك أفضل من الجمهور.

الجماهير وقود الملاعب في كلِّ الدنيا، وفي مدرجات مضر والخليج هي ملح البطولات، وأفضل ما يمكن أن يُقدَّم للاعب من أجل تحفيزه، وإشعال الحماسة داخله؛ لتقديم أبرع وأروع ما لديه، فالجماهير تُعد الضامن الحقيقي لنجاح البطولة؛ لما تمثِّله من وقود يُشعل الحماسة داخل الملعب وخارجه.

الحماسة الشديدة هدفٌ من أهداف إقامة السوبر جلوب في المنطقة الشرقية؛ لما تتمتَّع به اللعبة من جماهيرية وتنافسية وحضور، وبكل تأكيد سينعكس ذلك على الزحف ناحية الملعب في أيام البطولة، وسيؤدي إلى التدفُّق العاطفي؛ حيث لكل فريق محبون شغوفون يلاحقونه أينما اتَّجه.

التدفُّق العاطفي؛ يُمثِّل مشاعر الجماهير التي تتوجه ناحية اللاعبين، ولأنها مشاعر وانفعالات، فمن الصعب ضبطها ووضعها ضمن إطار يحكمها، ولا بد من الانتباه إلى أن أكثرها وقتيٌّ، وطارئٌ، وسريعُ الزوال، سواء في حالة الفوز، أو في حالة الخسارة، وتبقى ذكرى المباراة، هي الوحيدة الراسخة في الذهن.

لمشاعر الجماهير أهمية بالغة في تسيير المباريات، فاللاعب يستمد حماسته الشديدة؛ من الهتافات، وصرخات الفرح، وارتفاع القبضات، والقفز إلى أعلى مع كل تسديدة أو “صدَّة”، ومع كل خروج أو دخول للاعبين، فعلى الجماهير مواصلة الاندفاع والتشجيع بحرارة، وعدم الانقطاع والسكوت، مهما حصل، حتى وإن كان الفريق مهزومًا، فالطريقة الوحيدة لإرجاع اللاعبين إلى أجواء اللعب؛ تتمثل في مواصلة التشجيع.

العاطفة الجماهيرية هي التي ترسم الانتصار أو الهزيمة، فالحماس حين يشتعل داخل اللاعب؛ لا ينطفئ أبدًا، طالما رافقه التصفير والتصفيق والهتاف، أمَّا إن توقَّف، فإن المباراة تضيع، وتتسلل إلى الفريق المنافس، وتنتقل الانتصارات إلى خانة الهزائم.

الحاجة إلى العاطفة في الملعب أمرٌ ضروري، والأهم منها ضبطُ العاطفة؛ لتكون متدفقة تدفقًا لا ينقطع، مهما تكالبت الظروف على الفريق، ووجد نفسه في موقف صعب، وفي عنق الزجاجة، وبالكاد يستطيع الخروج، فعلى الجمهور أن يؤمن بفريقه، وأنه سيقدِّم الأفضل، ويخرج بنتيجة مشرِّفة.

لا شك في أن الجماهير ستزحف إلى المباراة بكثافة، وستملأ المدرجات كما تعودنا منها، وستشجع بحرارة وقوة وعنفوان؛ من أجل الظفر بالفوز، ولن يكون غريبًا عليها الجلوس على المقاعد ومتابعة جميع مباريات البطولة، فمضر والخليج عينان في رأس، وهما يمثِّلان الوطن في هذا المحفل العالمي، ولهذا لن أتعجَّب من مساندة الجماهير من الفريقين للنادي الذي يلعب على أرضية الملعب، ففي حب الوطن تختفي الألوان، ويلتف الجميع تحت راية واحدة، هي راية خضراء خفاقة.

وكل التوفيق للفريقين.



error: المحتوي محمي