سيرة ذاتيّة «CV» من كلمتين!

إذا كنت مسؤولًا عن استئجار موظفين، أو ترغب في كتابة سيرة ذاتيّة لا تهمل هاتين الكلمتين!

حصل موسى (عليه السلام) على توصية بوظيفة – من كلمتين – بسبب صفاته المتميزة التي برزت في مقابلةٍ قصيرة مع بنتين، صارت إحداهما بعد ذلك زوجةً له. ظهرت قوة موسى في السقي وأمانته على شرف البنتين، وعندما عادتَا قالت إحداهما لأبيهَا: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}. على إثر هذه التوصية استأجر والدها موسى (عليه السلام) عشرَ سنوات!

إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ! القوة والأمانة، صفتان مهمتان لمن أراد أن يستأجر موظفين أو يكتب سيرةً ذاتيّة، عليه أن يدقق فيهما!

قوي: القوة ليس المراد منها قوة الجسم فحسب، بل القدرة على التفكير الإبداعي وتحمل المسؤولية. العامل القويّ يؤدي عمله بكفاءة! المهندس القويّ يصنع المعجزات في قوةِ تفكيره وإبداعه، ويُكسب المنشأةَ التي يعمل لديها ذهبًا! لهذا يُخضع من يراد توظيفهم في مكانٍ ما إلى فحوصٍ جسديّة وامتحاناتٍ عقليّة، عليهم اجتيازها قبل الحصول على وظيفة.

أمين: الموظف الأمين، لا يستهتر بالوقت ولا بممتلكات المنشأة التي يعمل فيها ولا يبوح بأسرارهَا الفكريّة التي تُلزمه بالخضوع إلى سياستها في حماية منجزاتها الفكريّة وعدم إفشائها من غير الموظفين المخولين بذلك، وهو ما يسمى اليوم الملكية الفكريّة. أما الموظف الخؤون فلا يحافظ على الوقت ولا على الممتلكات الماليّة أو الفكريَّة!

الإبداع في إظهار القدرات الحقيقية وكتابتها بصورةٍ واضحة يساعد على الحصول على وظيفة. صاحب السيرة الذاتيّة الأكثر تميزًا من المحتمل أن يحصلَ على فرصة مقابلة، وبعدئذٍ – بعون الله – يحصل على وظيفة. وللأسف كثير من المبدعين والمتميزين لا يجيدون كتابة “CV”، أو سيرة ذاتيّة! فإذا أردتَ أن تكتب سيرةً ذاتيّة، اجعلها متميزة. ركز على قدراتك الإبداعيّة وأمانتك التي تجلب لمن يوظفكَ الربحَ والسمعةَ الطيّبة.

أنتَ شخصٌ مختلف عن غيرك! عندك صِفات مختلفة يمكنك بواسطتها إحداث فرق إيجابي من خلال تفكيرك وقدرتك على التطوير والابتكار – بأمانة – وتحويل هذه الأفكار إلى ربحٍ مادي! إذا استطعت أن تظهر هذه الميزات في سيرتك الذاتيّة، فذلك أول خطوة في طريقِ النجاح!

في هذه الآونة، أصبحت القوة الذهنيّة والإبداع والأمانة ضرورة من ضرورات الحصول على وظيفة. تنمو القوة الذهنية بممارسة الأعمالِ الفكريّة والإبداعيّة، تمامًا كما تقوى عضلاتُ الجسد بحملِ الأثقال والجري! لعلّ بعض الشبان والشابات يعترضون ويقولون: كل هذا لا ينفع والدنيا حظوظ ومعارف! أقول لهم: هل جربتم أن تصطادوا دون أدوات صيد جيّدة؟ لن ينفع الحظّ دون أدوات صيد متينة، وإن خدمكم الحظّ مرةً يخذلكم مرَّات!



error: المحتوي محمي