حكاية ورقة.. 24

نسخة لا تُعار.. من الكتب النادرة.
من حسن الحظ.. أنني تعلقت أيام الدراسة الجامعية في جامعة الملك سعود بالرياض.. (141‪4-1418هج)
بالمكتبة الهائلة.. و الرائعة..
والتي تركت بصمتها على خطواتي المستقبلية
ومن جميل ما أذكره.. أننا وبحكم ارتيادنا الكثير على استعارة الكتب.. تكونت لدينا ألفة مع أمين المكتبة.. والمسؤول عن الإعارة..
ومن باب التعاون والتحفيز..
كان يسمح لنا باستعارة بعض الكتب النادرة.. والتي كتب عليها
(نسخة لا تعار) لأنها إما نسخة وحيدة فقط أو اثنتان..
فنستعيرها لمدة يومي الإجازة الخميس والجمعة فقط
شريطة أن نعيدها مع بداية الأسبوع
ومن الكتب التي عثرت عليها
كتاب
*نوادر مخطوطات مكتبة السيد الحكيم بالعراق
وهذا الكتاب دلني على مخطوطة السيد محمد السيد مال الله الفلفل..
والذي جرني للاشتغال عليه ليخرج للنور إن شاء اله
ومن تلك الكتب أيضا..
*نقد كتاب
شعراء الحلة
مكتوب عليه.. نسخة لا تعار
ولكني استعرته ليومين وقمت بنسخه كاملا
الكتاب.. من 164‪صفحة
كتاب انتقاد أدبي تاريخي..
حيث يخفي المؤلف اسمه.. فكتب عليه
بقلم باحث كبير
طبع بمطبعة الزهراء-بغداد.. 137‪2هج1953م
ومما لفت انتباهي في هذا الكتاب الذي تتبع بملاحظاته الأخطاء التي وقع فيها كتاب شعراء الحلة
أنه نسب بيتين للشيخ صالح التميمي..
وأدع التعليق للباحث الكبير.. وبيان الخطأ الذي وقع فيه..

“وفي (ص153(أيضا نسب له هذين البيتين في مدح سلمان الفارسي. وقدّم لهما قصة من مختلقاته وموضوعاته وملخصها أنّ التميمي ركب في زورق بدجلة مع صديقه الشاعر العمري فمرا على قبر الصحابي سلمان الفارسي وهو قائم في ذلك الربع الموحش فقال له العمري:هل مدحت صاحب هذا القبر؟
فقال مرتجلا:

قيل لي هل مدحت سلمان يومًا
قلت مدحُ الرسول يكفيه عنّا

هل يفيدُ المديحُ من قال فيهِ
سيد المرسلين سلمانُ منّا

والبيتان المذكوران ليسا للتميمي. وإنما هما للسيد محمد القطيفي الحائري-أحد معاصري التميمي – وهما مثبتان
في ديوانه المخطوط في حياته بقلم أحد تلامذته تحت عنوان
(قال أيده الله وأبقاه في مدح سلمان الفارسي)
.. ”
والحمد لله أني توصلت للمخطوطة.. ووجدت البيتين فيها..

فحكايتها مثيرة.. ومدهشة..
فشكرا للمكتبة الصديقة.. وشكرا لأمين المكتبة.. وإن نسيت اسمه حاليا.. فما أروع البحث وأنت تقع على كنز معرفي.. أو تكتشف فكرة ثقافية خلاقة..




error: المحتوي محمي