في الخط الثقافي.. شعراء يطرزون أبجديتهم بالعشق المحمدي

طرز ستة شعراء أبجديتهم؛ بالعشق المحمدي، في قصائد ألقوها بمناسبة ميلاد الرسول الأكرم محمد (ص)، لتدهش آذان السامعين، وتلامس شغاف قلوبهم، لتعلو الصلوات المحمدية.

جاء ذلك في الأمسية الشعرية النبوية “نور الهدى”، التي أقامها منتدى الخط الثقافي بالقطيف، وذلك مساء الجمعة 18 ربيع الأول 1444.

واستهلت الأمسية التي أدارها الشاعر فرات عبد رب الرسول شعبان بكلمة ترحيبية، ثم التعريف بالمشاركين الستة وهم الشعراء: أحمد محمد الخميس، والسيد أحمد الماجد، وحبيب علي المعاتيق، وعلي مكي الشيخ، ومحمد عبد الله أبو عبد الله، وبمشاركة الشاعر محمد الفوز من الأحساء.

وعمت أجواء الفرح بأهازيج شعرية بمعية الشيخ أحمد الناصر، ومشاركة المنشد أحمد المحيسني من المدينة المنورة.

وبدأت مشاركات الشعراء واحدًا تلو الآخر؛ ليحلقوا بكلماتهم وأبياتهم، ويتألقوا بقصائدهم التي استمتع بها الحضور.

وافتتح الشاعر أحمد الخميس الأمسية وشارك بجزء من قصيدة بشائر الأنوار النبوية:
تَاهَ المَجَـازُ/ وذَابَ الحرفُ مِن خَجلٍ
لا يَقـدرُ الشِّعـرُ أنْ يُوفيـهِ بالكَلـِمِ!
قد أعجزَ الشِّعرَ حتى آبَ مُنكَسِراً
يَعضُّ إبهامَـهُ في أوبَـة النَّـدَمِ!
هَبني مَدَحتُ فكيف الشَّمسُ أوصِفُها؟
إن رُمتُ أمدَحُ مَاتَ الشِّعرُ بين فمِـي

وتلاه الشاعر حبيب علي المعاتيق الذي شارك بجزء من قصيدة “الشيء الذي بوجنتك” والتي يقول فيها:
أبداً؛ لشائنك الفناء وأنت تُولدْ
وتظلُّ تهطلُ غيمةً وتضيء فرقدْ
حرَستكَ في غار القلوب
حمائمُ الأشواق والعشقُ المسرمدُ والمؤبدْ
وعلى فِراشك لا نزالُ ضمائراً
بجوارِ حارسكَ الأمين هناك سُهَّدْ
هم يذبلون؛ وأنت يالغصنَ المطهرَ
كلما مَحلتْ عوالمنا تورد
هم يهبطون إلى الحضيض
وأنت يُسكر قرعُ نعليك السحابة حين تصعد
شيءٌ بوجنتك الشريفِة كلما
هبط الظلام على منازلنا توقَّد
بأبي بهاؤك ما مررتَ بفكرةٍ جرداء
إلا والطريق بها تمهد
حتى إذا اخضرت بقلبيَ ربوةٌ
أيقنتُ أن على رُبايَ مشى (محمد)

وصدح الشاعر علي مكي الشيخ بقصيدة “اقرأ”، التي يقول في مطلعها:
اقرأ نفوس العاشقين ليعلموا
أنت المطهر قبل أن يتوهموا
صنعتك أقدار الألوهة فكرة
مازال يبتكر الغناء لها فم
فمنحت ظلك للضياء مغايرا
فالحب من عينيك صار يترجم
فصلت من سهر السماء قلائدا
ولبست من عبق الهوى ما يلهم

وشارك الشاعر محمد عبد الله أبو عبد الله بقصيدة “هاجس يطل على فضول النهر”:
هو البداية للماضي ومنقلبُ
الأيام من ناقلٍ عنها ومنقولِ
وهو المطل على الآتي وباب هدىً
لكل بينةٍ تحكى ومجهولِ
ألم تكن هيبة الأوثان مرحلةً
تختال من قبله بين الأباطيلِ
وحينما شمسه في مكةٍ بزغت
تساقطت وحدها كل التماثيلِ

وأنهى “أبو عبد الله”، قصيدته بهذه الأبيات:
سافرت في بحر الذنوب إلى غدي
حتى أتيه على شفاه الموعدِ
وبحثت عن سفن النجاة فلم أجد
مثل الصلاة على النبي محمدِ

وتألق الشاعر محمد الفوز بقصيدة بعنوان “محمديتي.. طهر اليقين”، التي يقول في مطلعها:
أشدَ (قوسي) بالآمال منعتقًا
ف ينشبُ (السهم) في ظهر المدى أفقا
صحرائي الكون، في أبعادها انطلقت
حمامة ترسمُ الأبعاد منطلقا
كأني الغابة الأولى تهذبني
الأرواح في عتمةٍِ اللاوعي مؤتلقا
مهما تجسدتُ في روحٍ مشردةٍ
أعود للطين أسمو في الثرى عبقا

وصدح الشاعر السيد أحمد الماجد بقصيدتين شعريتين، شارك بجزء منهما يقول في قصيدة: يستأمنه القمر على الضوء
إلى عينِ الشمسِ بأوصافٍ تتشابكُ
ودموعُ الكوكبِ عكسَ تنزُّلِها تصعدُ
أحمدُ أحمدُ أحمدُ الكونُ يطالع كفيه
فيبصرُ أحضانًا تنبعُ يبصر ساعتَه اليدويةَ توقيتَ الرحمةِ تلهجُ
يبصرُ قمرًا يأتمنِ الكفينِ على الضوءِ ويلبَسُ بصْمَاتِ أصابعها..
الكونُ يطالع كفيه فيستسلمُ لخطوطِ الغيبِ ويَرقدُ
رسولٌ مِنَ الغيماتِ، عفوَ السنابلِ متى آمنت صحراؤهم بالتهاطلِ؟

ومن قصيدة حائك البردة الأخيرة غرد:
رسولٌ أقامت تحت عينيه وردةٌ سيقطفُها التحديقُ في وجه قاتلِ
جميلٌ فعن مرآته قد تواترتْ مرايًا أحبتْها صبايا التساؤلِ
يتيمتُهُ الأيامُ دللها على يديه فلم يقطعْ هدايا الجداولِ
سأَنْزِلُ قرآنًا على صدره لكي أذوقَ بوردِ الوحيَ شهْدَ التكاملِ

واختتمت الأمسية بتوزيع شهادات الشكر على المشاركين، وأخذ الصور التذكارية.




error: المحتوي محمي