وَدَارَتْ بِنَا مِنْ هُمُوْمٍ جِسَامٍ
شَقَتْنَا بِمَا كَانَ مِنْهَا عِثَارَا
هُنَا لَنْ يَدُوْمَ صَفَاءٌ بِخُلْدٍ
بِمَا بَانَ مِنْهَا بِوَصْفٍ جِهَارَا
فَقَدْ جَاءَ كَرْبٌ مَنَانَا بِوَخْزٍ
سَقَانَا بِضَيْمٍ عَنَانَا سِهَارَا
هُنَاكَ مَنَايَا تَلَتْهَا بَلَايَا
لَظَتْنَا خَفَايَا وَجَالَتْ سِفَارَا
فَيَا وَالِدِيْ مَا خَفَاكَ تُرَابٌ
نَعَتْكَ دُمُوْعٌ بِذَرْفٍ ظِهَارَا
فَلَسْتُ بِنَاسٍ لِمَاضٍ دَرِبْنَا
عَلَيْهِ حَبَانَا بِدَلْعٍ صِغَارَا
وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ شُعُوْرٍ تَجَافَىْ
بِوَضْحِ نَهَارٍ وَعَافَىْ خِيَارَا
هُوَ الْمَوْتُ حَلَّ عَلَيْنَا بِوَقْعٍ
تَعَدَّىْ مَكَانًا وَ جَالَ قِفَارَا
وَفَاضَتْ بِنَفْسٍ فُيُوْضُ الْقَوَافِيْ
وغَارَتْ عُيُوْنٌ وَ خَاضَتْ غِمَارَا
وَكَمْ كَانَ مَا فِيْ نُفُوْسٍ بِوَصْبٍ
جَلَتْهَا حَثِيْثًا وَصَارَتْ صِفَارَا
وَبَانتْ علينا كُسُوْرٌ بِفَقْدٍ
بِمَا قَدْ صَلَتْنَا مَنُوْنٌ نِشَارَا
سَتَمْضِيْ سُنُوْنٌ تَلَتْهَا سُنُوْنٌ
تَلُوْحُ الْمنايا بِفَصْلٍ خِيَارَا
فَهَذَا مَكَانٌ وَهَذَا جُلُوْسٌ
خَلَاهَا بِهَجْرٍ عَرَاهُمْ غُبَارَا
وَهَبَّتْ رِيَاحُ السَّمُوْمِ وَسَامَتْ
بِسُحْبٍ تراءتْ بِلَيْلٍ نَهَارَا
فَيَا وَالِدِيْ نَمْ قَرِيْرًا بِوَصْلٍ
سَقَاكَ حُسَيْنٌ حَبَاكَ ثِمَارَا
إِلَيْكَ الْمَكَارِمُ تَسُوْقُ ثَبَاتًا
عَلَتْكَ بِصَفْوٍ فَصُرْتَ مَنَارَا
فَإنْ طَاوَلَتْ مَا بِنَا مِنْ صِعَابٍ
فَقَدْ جَاءَ مِنْهَا وَعَانَتْ مَثَارَا
تَزُوْلُ الْغُمُوْمُ بِحُبِّ الرَّسُوْلِ
تَعَالَت سَلَامًا بِشَوْقٍ كِثَارَا
كَفَاهُمْ عَنَاءً لِيَوْمِ لِقَاءٍ
بِطَوْقِ نَجَاةٍ وَزَالَ حِصَارَا
وَخَطَّوا عَلَىْ مَا صَفَاهُمْ بِعَالٍ
نَحَاهُمْ بِرُشْدٍ وَزَادُوا وِقَارَا
وَجَازَوْا بِسَعْدٍ تَعَالُوْا بِزَهْوٍ
بِمَا كَانَ مِنْهِمْ بِحُبٍّ شِعَارَا