ذكرت استشارية الأطفال والرضاعة الطبيعية “غنيمة علي الزاهر” أن هناك أفكارًا خاطئة عن الرضاعة الطبيعية، أسهمت شركات تصنيع الحليب الصناعي في نشرها في المجتمع، مثل أن الأم العاملة لا تستطيع الإرضاع، أو أن حليب الأم لا يكفي الطفل، أو أن المرأة تفقد جمالها إذا أرضعت رضاعة طبيعية، أو أن الحليب الصناعي هو حقيقة واقعة لا يمكن تغييرها أو الاستغناء عنها في حياتنا.
وأشارت إلى أن السبب الرئيس لتفعيل الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية وإقامة الحملات التوعوية والتثقيفية فيه هو عدم معرفة الناس بأضرار الحليب الصناعي، مثل أنه مسبب لأن يكون الطفل أكثر عرضة للأمراض مثل؛ الالتهابات والحساسية والسكري والسمنة والضغط وأمراض القلب وتصلب الشرايين والقولون العصبي والسرطان.
ونوهت “الزاهر” بأن الانتقال من الحليب الصناعي للرضاعة الطبيعية، خاصة لمن تعود طفله على الحليب الصناعي، حتى لو كان يعد أمرًا صعبًا، لكنه ممكن وليس مستحيلًا.
جاء ذلك في الحملة التوعوية للرضاعة الطبيعية التي حملت عنوان “لننهض بالرضاعة الطبيعية.. نثقف وندعم”، والتي تزامنت مع أسبوع الرضاعة الطبيعية، ونظمها أعضاء لجنة دعم الرضاعة الطبيعية بمستشفى القطيف المركزي، بالتعاون مع قسم التثقيف الصحي بشبكة القطيف الصحية، والتي أقيمت في سيتي مول القطيف، على مدى 5 أيام؛ حيث بدأت من يوم الأحد 13 ربيع الأول 1444هـ، وتختتم الخميس 17 ربيع الأول 1444هـ.
وضمت الحملة ستة أركان تثقيفية؛ كان الركن الأول منها تعريفيًا للتفريق بين الحليب الصناعي وحليب الأم، من حيث التركيب وأهمية الرضاعة الطبيعية وأضرار الحليب الصناعي، والرد على الأفكار والمعتقدات الخاطئة عن الرضاعة الطبيعية. والركن الثاني يتحدث عن كيفية استعداد الأم والأسرة للرضاعة الطبيعية قبل الحمل بالاهتمام بصحة الأم وتغذيتها، والتثقف عن الرضاعة الطبيعية وكيفيتها، وإعداد المرافق للأم في غرفة الولادة، وملامسة الجلد للجلد أثناء الساعة الذهبية وإرضاع الطفل خلالها، ومن ثم بقاء الطفل مع الأم بعد الولادة.
ويتحدث الركن الثالث عن صحة الأم المرضع والتمارين الرياضية التي تساعدها في الولادة الطبيعية، والولادة الطبيعية وتغذيتها أثناء الحمل والإرضاع، وكذلك كيفية تعامل الأم مع الرضاعة في حال اضطرت لاستخدام الأدوية أثناء الرضاعة. وأما الركن الرابع، فيتحدث عن كيفية إرضاع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ كالأطفال الخدج والمصابين برخاوة أو تصلب العضلات أو الاختناق أو الشفة الأرنبية واللطع المشقوق.
وكان الركن الخامس خاصًا بالأسنان، حيث يتحدث عن أهمية اهتمام الأم بأسنانها أثناء الحمل والإرضاع، وفوائد الرضاعة الطبيعية لأسنان الطفل، من حيث تقليل الإصابة بتسوس الأسنان وتكوين الفك بالشكل الصحيح، وكان الركن السادس والأخير يتحدث عن علاقة الرضاعة الطبيعية بسرطان الثدي، وكيف تقلل منه عند الأم المرضع، وعن سرطان الثدي الذي قد يصاحب الحمل والإرضاع خلال السنة الأولى بعد الولادة.
وذكرت “الزاهر” أنه كان هناك إقبال من المجتمع على هذه الفعالية واهتمام خاص من المقبلين على الزواج والأزواج الجدد، وقالت: “لمسنا أثر هذه الفعاليات على أفكار الشباب واعتقاداتهم عن الرضاعة الطبيعية، حتى إن إحدى الأمهات احتاجت ابنتها للتنويم في المستشفى بعد الولادة، فرفضت هي وزوجها تمامًا إعطاء الطفلة الحليب الصناعي، وقالا إن حضورهما لفعالية دعم الرضاعة الطبيعية العام الماضي، كان السبب في تعرفهما على أهمية الرضاعة الطبيعية وكان خيارهما صائبًا؛ إذ ساعدت الرضاعة الطبيعية في شفاء ابنتهما بسرعة.
وتمنت “الزاهر” أن يهتم المجتمع بحضور فعاليات التثقيف الصحي؛ لأنها تختصر لهم الطريق للوصول للمعلومات الصحية الصحيحة، التي تساعدهم في الاعتناء بصحتهم واتخاذهم القرارات الصحيحة بما يخص صحتهم وسلامتهم.
واختتمت بقولها: “أتمنى من كل المقبلات والمقبلين على الزواج أن يجعلوا من التثقيف عن الولادة والرضاعة الطبيعية أحد أهدافهم المهمة؛ لما لهما من أثر كبير على صحة أبنائهم في المستقبل”.